{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ( 105 ) واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ( 106 ) }
{ إنا أنزلنا إليك الكتاب } أي القرآن { بالحق } أي متلبسا به ، والحق الصدق أو الأمر والنهي والفصل بين الناس { لتحكم بين الناس بما أراك } أي أعلمك { الله } إما بوحي أو بما هو جار على سنن ما قد أوحي إليك به ، وليس المراد هنا رؤية العين لأن الحكم لا يرى بل المراد ما عرفه الله به وأرشده إليه ، وإنما سمي العلم اليقيني رؤية لأنه جرى مجرى الرؤية في قوة الظهور .
روي عن عمر أنه قال : لا يقولن أحدكم قضيت بما أراني الله ، فإن الله لم يجعل ذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ولكن ليجهد رأيه لأن الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مصيبا لأن الله كان يريه إياه ، وإن رأى أحدنا يكون ظنا ولا يكون علما ، وقد دلت هذه الآية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يحكم إلا بالوحي الإلهي .
{ ولا تكن للخائنين } أي لأجلهم { خصيما } مخاصما عنهم مجادلا للمحقين بسببهم ، وفيه دليل على أنه لا يجوز أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق ، ونزلت هذه الآية في بني الأبيرق ، وقد رويت هذه القصة مختصرة ومطولة عن جماعة من التابعين عند أهل السنن وغيرهم لا نطول بذكرها{[536]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.