( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما105 ) .
( انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله * ولا تكن للخائنين خصيما ) .
( واستغفر الله ان الله * كان غفورا رحيما ) .
( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم * ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) .
( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول * وكان الله بما يعملون محيطا ) .
( هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ) .
/ روى الحافظ ابن مردويه في سبب نزولها من طريق العوفي عن ابن عباس{[2225]} : " أن نفرا من الأنصار غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته . فسرقت درع لأحدهم . فأظن ( أي : اتهم ) بها رجلا من الأنصار . فأتى صاحب الدرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ان طعمة بن أبيرق سرق درعي . فلما رأى السارق ذلك عمد إليه ا فألقاها في بيت رجل بريء . وقال لنفر من عشيرته : اني غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان وستوجد عنده . فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلا فقالوا : يا نبي الله ! ان صاحبنا بريء وان صاحب الدرع فلان . وقد أحطنا بذلك علما . فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس . فأنزل الله : ( انا أنزلنا . . . ) الآية . ثم قال تعالى –للذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين بالكذب- : ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ) . يعني الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين يجادلون عن الخائنين . ثم قال عز وجل : ( ومن يعمل سوءا . . . ) الآية . يعني الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين بالكذب . ثم قال : ( ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا ) . يعني السارق والذين جادلوا عن السارق " .
قال ابن كثير : وهذا سياق غريب . وقد ذكر مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد وغيرهم ( في هذه الآية ) أنها نزلت في سارق بني أبيرق على اختلاف سياقاتهم ، وهي متقاربة .
وقد روى هذه القصة الامام محمد بن اسحاق مطولة . ورواها عنه ، من طريقه ، أبو عيسى الترمذي في ( جامعه ) في كتاب التفسير . عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه ، قال : " كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق : بشر وبشير ( قال أبو ذر الخشني : بشير بن أبيرق . كذا وقع هنا : بشير بفتح الباء . وقال الدارقطني : انما هو بشير بضم الباء ) ومبشر . وكان بشير رجلا منافقا . وكان يقول الشعر يهجو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم ينحله إلى بعض العرب . ثم يقول : قال فلان كذا أو قال فلان كذا . فاذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا : والله ! ما يقول هذا الشعر الا الخبيث . فقال :
أو كلما قال الرجال قصيدة *** أضموا{[2226]} وقالوا : ابن الأبيرق قالها !
قال : وكانوا أهل بيت فاقة وحاجة في الجاهلية والإسلام . وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة ، التمر والشعير . وكان الرجل إذا كان له يسار ، فقدمت ضافطة من الشام بالدرمك{[2227]} ، ابتاع الرجل منها فخص به نفسه . فأما العيال ، فإنما طعامهم التمر والشعير . فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له{[2228]} . وفي المشربة سلاح له : درعان وسيفاهما وما يصلحهما . فعدي عليه من تحت الليل ، فنقبت المشربة واخذ الطعام والسلاح . فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال : يا ابن أخي ! تعلم أنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بسلاحنا وطعامنا .
/ قال : فتحسست في الدار{[2229]} وسألنا فقيل لنا : قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ، ولا نرى ، فيما نراه ، إلا على بعض طعامكم .
قال : وقد كان بنو أبيرق قالوا : ونحن نسأل في الدار : والله ! ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل . رجلا منا له صلاح وإسلام . فلما سمع بذلك لبيد اخترط سيفه{[2230]} ثم أتى بني أبيرق فقال : والله ! ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن السرقة . قالوا : إليك عنا أيها الرجل . فوالله ! ما أنت بصاحبها . فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابنا . فقال عمي : يا ابن أخي ! لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكرت ذلك له .
قال قتادة : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقلت : يا رسول الله ! إن أهل بيت منا أهل جفاء . عمدوا إلى عمي رفاعة فنقبوا مشربة به ، وأخذوا سلاحه وطعامه . فليردوا علينا سلاحنا . وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنظر في ذلك " . فلما سمع بذلك بنو أبيرق ، أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة . فكلموه في ذلك . واجتمع إليه ناس من أهل الدار . فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا ، أهل الإسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة في غير بينة ولا ثبت{[2231]} قال قتادة : فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته . فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ، ترميهم بالسرقة على غير بينة ولا ثبت ؟ قال فرجعت . ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك . فأتيت عمي رفاعة ، فقال : يا ابن أخي ! ما صنعت ؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : الله المستعان .
فلم نلبث أن نزل القرآن : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ) يعني : بني أبيرق . ( واستغفر الله ) أي : مما قلت لقتادة ( إن الله كان غفورا رحيما * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ) أي : بني أبيرق ( إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما * يستخفون من الناس ) إلى قوله : ( ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) أي : إنهم إن يستغفروا الله يغفر لهم ( ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما * ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ) قولهم للبيد : ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك ) يعني : أسيرا وأصحابه – ( وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء * وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة ) إلى قوله : ( فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) .
فلما نزل القرآن : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة .
قال قتادة : فلما أتيت عمي بالسلاح ، وكان شيخا قد عسا{[2232]} في الجاهلية ، وكنت أرى إسلامه مدخولا{[2233]} فلما أتيته بالسلاح ، قال : يا ابن أخي ! هو في سبيل الله . قال فعرفت أن إسلامه كان صحيحا .
/ فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين . فنزل على سلافة ابنة سعد بن شهيد . فأنزل الله فيه : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ) إلى قوله : ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) .
فلما نزل على سلافة ، رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر{[2234]} . فأخذت رحله فوضعته على رأسها ، ثم خرجت فرمت به في الأبطح{[2235]} ثم قالت : أهديت إلي شعر حسان ! ما كنت تأتيني بخير " {[2236]} .
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني . وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث عن محمد بن اسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا . لم يذكروا فيه : عن أبيه عن جده{[2237]} .
ورواه ابن أبي حاتم عن هاشم بن القاسم الحراني عن محمد بن سلمة به ، ببعضه . ورواه ابن المنذر في ( تفسيره ) بسنده عن محمد بن سلمة . فذكره بطوله . ورواه أبو الشيخ الأصفهاني في ( تفسيره ) بسنده عن محمد بن سلمة به . ثم قال في آخره : قال محمد بن سلمة : سمع مني هذا الحديث يحيى بن معين وأحمد بن حنبل واسحاق بن اسرائيل . ورواه الحاكم في كتابه ( المستدرك ) بسنده عن يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق بمعناه ، أتم منه ، وفيه الشعر . ثم قال : وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . كذا نقله ابن كثير . قال السيوطي في ( اللباب ) : وأخرج ابن سعد في ( الطبقات ) بسنده عن محمود بن لبيد قال : " عدا بشير بن الحرث على علية رفاعة بن زيد ، عم قتادة بن النعمان . فنقبها من ظهرها وأخذ طعاما له ودرعين بأداتهما . فأتى قتادة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك . فدعا بشيرا فسأله فأنكر . ورمى بذلك لبيد بن سهل ، رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب . فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد : ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق . . . ) الآيات . فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه ، هرب إلى مكة مرتدا . فنزل على سلافة بنت سعد . فجعل يقع في النبي صلى الله عليه وسلم وفي المسلمين . فنزل فيه : ( ومن يشاقق الرسول . . . ) الآية{[2238]} . وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع . وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة " . انتهى .
وأما ايضاح ألفاظ الآيات وثمراتها فنقول : قوله تعالى : ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) . أي : بما عرفك وأعلمك وأوحى به إليك . سمى ذلك العلم بالرؤية . لأن العلم اليقيني المبرأ عن جهات الريب يكون جاريا مجرى الرؤية ، في القوة والظهور .
قال الزمخشري : وعن عمر رضي الله عنه : " لا يقولن أحدكم قضيت بما أراني الله . فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه صلى الله عليه وسلم . ولكن ليجتهد رأيه . لأن الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مصيبا . لأن الله كان يريه إياه . وهو منا الظن والتكلف " .
قلت : روى هذا الأثر البيهقي في ( المدخل ) وابن عبد البر ، بنحو ما ذكر .
قال ابن الفرس : في هذه الآية إثبات الرأي والقياس . وتعقبه السيوطي بما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال : " إياكم والرأي . فإن الله تعالى قال لنبيه : ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) . ولم يقل : بما رأيت " . ثم قال السيوطي : وقال غيره : يحتمل قوله : ( بما أراك الله ) . الوحي والاجتهاد معا . انتهى .
وقال ابن كثير : احتج من ذهب من علماء الأصول إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم له أن يحكم بالاجتهاد بهذه الآية . وبما ثبت في ( الصحيحين ) {[2239]} عن أم سلمة ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته . فخرج إليهم فقال : ألا إنما أنا بشر . وإنما أقضي بنحو مما أسمع . ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له . فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار . فليحملها أو ليذرها " .
ورواه الإمام أحمد{[2240]} عنها أيضا بلفظ : " جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواريث بينهما قد درست . ليس بينهما بينة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم تختصمون إلي . وإنما أنا بشر . ولعل بعضكم ألحن بحجته ( أو قد قال : لحجته ) من بعض . فاني أقضي بينكم على نحو ما أسمع . فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه . فإنما أقطع له قطعة من النار . يأتي بها اسطاما{[2241]} في عنقه يوم القيامة . فبكى الرجلان وقال كل منهما : حقي لأخي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما اذ قلتما ، فاذهبا فاقتسما . ثم توخيا الحق بينكما . ثم استهما . ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه " .
وقد رواه أبو داود{[2242]} وزاد : " إني أقضي بينكما برأيي . فيما لم ينزل علي فيه " . انتهى .
/ قال السيوطي : وفي الآية الرد على من أجاز أن يكون الحاكم غير عالم . لأن الله تعالى فوض الحكم إلى الاجتهاد . ومن لا علم عنده كيف يجتهد ؟ انتهى . وقوله تعالى : ( ولا تكن للخائنين ) . أي : لأجلهم والذب عنهم . وهم طعمة ومن يعينه من قومه على ما تقدم ( خصيما ) أي مخاصما . وفيه أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق . وقوله تعالى : ( واستغفر الله ) . أي مما قلت لقتادة ، كما تقدم مفسرا .
قال الرازي : تمسك بهذه الآية من يرى جواز صدور الذنب من الأنبياء . وقالوا : لو لم يقع من الرسول صلى الله عليه وسلم ذنب لما أمر بالاستغفار . ثم أجاب عن ذلك بوجوه . وقال القاضي عياض في ( الشفا ) : إن تصرف الأنبياء عليهم السلام بأمور لم ينهوا عنها ولا أمروا بها ، ثم عوتبوا بسببها ، أو أتوها على وجه التأويل –إنما هي ذنوب بالإضافة إلى علي منصبهم والى كمال طاعتهم . لا أنها كذنوب غيرهم ومعاصيهم . وأطال في هذا المقام وأطاب . ثم قال : وأيضا ، فإن في التوبة والاستغفار معنى آخر لطيفا أشار إليه بعض العلماء . وهو استدعاء محبة الله . قال الله تعالى : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) {[2243]} انتهى . وقوله تعالى : ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ) أي : يخونونها بالمعصية . جعلت معصية العصاة خيانة منهم لأنفسهم . كما جعلت ظلما لها لرجوع ضررها إليهم .
قال الرازي : واعلم أن في الآية تهديدا شديدا . وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مال طبعه قليلا إلى جانب طعمة ، وكان في علم الله أن طعمة كان فاسقا ، فالله تعالى عاتب رسوله على ذلك القدر من إعانة المذنب . فكيف حال من يعلم من الظالم كونه ظالما ، ثم يعينه على ذلك الظلم ، بل يحمله عليه ويرغبه فيه أشد الترغيب ؟ اه . وإنما قيل للخائنين و ( يختانون ) مع أن الخائن واحد ، لأن المراد به هو ومن عاونه من قومه ، وهم يعلمون أنه سارق . أو ذكر بلفظ الجمع ليتناوله وكل من خان خيانته . كما أنه إنما ذكر بلفظ المبالغة في قوله تعالى : ( إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) لأنه تعالى علم منه أنه مفرط في الخيانة وركوب المآثم . ويدل له أنه هرب إلى مكة وارتد . كما أسلفنا . قيل : إذا عثرت من رجل على سيئة فاعلم أن لها أخوات . وعن عمر رضي الله عنه ، " أنه أمر بقطع يد سارق . فجاءت أمه تبكي وتقول : هذه أول سرقة سرقها فاعف عنه . فقال : كذبت . إن الله لا يؤاخذ عبده في أول مرة " .
وقوله تعالى : ( يستخفون من الناس ) أي : يستترون حياء منهم وخوفا من ضررهم ( ولا يستخفون من الله ) فلا يستحيون منه ( وهو معهم ) أي : وهو عالم بهم مطلع عليهم لا يخفى عليه خاف من سرهم .
قال الزمخشري : وكفى بهذه الآية ناعية على الناس ما هم فيه من قلة الحياء والخشية من ربهم ، مع علمهم ، إن كانوا مؤمنين ، أنهم في حضرته لا سترة ولا غفلة ولا غيبة ، وليس إلا الكشف الصريح والافتضاح .
وقوله تعالى : ( إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ) . أي : يدبرون يزورون الحلف الكاذب ورمي البريء وشهادة الزور . وقوله تعالى : ( ها أنتم هؤلاء ) . . . الآية . المجادلة : أشد المخاصمة . والمعنى هبوا أنكم خاصمتم عن السارق وقومه في الدنيا ، فمن يخاصم عنهم في الآخرة إذا أخذهم الله بعذابه ؟ وقوله تعالى : ( أم من يكون عليهم وكيلا ) حافظا ومحاميا من بأس الله تعالى وانتقامه .
قال بعض مفسري الزيدية ، ثمرة هذه الآيات وجوب الحكم من غير محاباة ولا ميل ، والنهي عن التعصب والمجادلة عن كل خائن وعاص . ويدل تقييد النهي عن الجدال بالذين يختانون أنفسهم ، على إباحة المجادلة . انتهى .