{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق } شهادة من الله العظيم- وكفى به شهيدا- أن الرسول مبعوث من ربه ، وأن الكتاب المنزل عليه أوحى إليه به متلبسا بالحق ، وهذا توكيد لصدق الرسالة والرسول ، { لتحكم بين الناس بما أراك الله } فالقرآن المجيد منهاج الله ، والعباد مطالبون بالتحاكم إليه ، - في هذه الآية تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وتكريم وتعظيم وتفويض إليه ، . . . { بما أراك الله } معناه : على قوانين الشرع ؛ إما بوحي ونص ، أو بنظر جار على سنن الوحي ؛ وهذا أصل في القياس ؛ وهو يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا أصاب ، لأن الله تعالى أراه ذلك ، وقد ضمن الله تعالى لأنبيائه العصمة ؛ فأما أحدنا إذا رأى شيئا يظنه فلا يقطع فيما رآه ، ولم يرد رؤية العين هنا ، لأن الحكم لا يرى بالعين ؛ وفي الكلام إضمار ، أي : بما أراكم الله ، وفيه إضمار آخر ، وأمض الأحكام على ما عرفناك من غير اغترار باستزلالهم ؛ . . { ولا تكن للخائنين خصيما } . . قيل : خصيما مخاصما . . ، فنهى الله عز وجل رسوله عن عضد أهل التهم ، والدفاع عنهم بما يقوله خصمهم من الحجة ، . . . مال الكافر محفوظ عليه كمال المسلم ، إلا في الموضع الذي أباحه الله تعالى ؛ . . قال العلماء : ولا ينبغي إذا ظهر للمسلمين نفاق قوم أن يجادل فريق منهم فريقا عنهم ليحموهم ويدفعوا عنهم ؛ فإن هذا قد وقع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم نزل قوله تعالى : { ولا تكن للخائنين خصيما } وقوله : { ولا تجادل عن الذين يختانون نفسهم } ؛ والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه الذين كانوا يفعلونه من المسلمين دونه ، لوجهين : أحدهما- أنه تعالى أبان ذلك بما ذكره بعد بقوله : { ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا } والآخر- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حكما فيما بينهم ، ولذلك كان يُعتذر إليه ولا يَعتذر هو إلى غيره ، فدل على أن القصد لغيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.