فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا} (105)

قوله : { بِمَا أَرَاكَ الله } إما بوحي أو بما هو جار على سنن ما قد أوحي الله به . وليس المراد هنا : رؤية العين ؛ لأن الحكم لا يرى ، بل المراد بما عرّفه الله به وأرشده إليه . قوله : { وَلاَ تَكُنْ للْخَائِنِينَ } أي : لأجل الخائنين خصيماً ، أي : مخاصماً عنهم مجادلاً للمحقين بسببهم . وفيه دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق .

/خ109