النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا} (137)

قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا } فيه ثلاثة أقاويل : فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم آمنوا بموسى ثم كفروا بعبادة العجل ، ثم آمنوا بموسى بعد عوده ثم كفروا بعيسى ، ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليهم وسلم ، وهذا قول قتادة .

والثاني : أنهم المنافقون آمنوا ثم ارتدوا ، ثم {[734]} ، ثم ماتوا على كفرهم ، وهذا قول مجاهد .

والثالث : أنهم قوم من أهل الكتاب قصدوا{[735]} تشكيك المؤمنين فكانوا يظهرون الإيمان ثم الكفر ثم ازدادوا كفراً بثبوتهم عليه ، وهذا قول الحسن . واختلف لمكان هذه الآية في استتابة المرتد على قولين :

أحدهما : أن المرتد يستتاب ثلاث مرات بدلالة الآية ، فإن ارتد بعد الثلاث قتل من غير استتابة ، وهذا قول علي .

والثاني : يستتاب كلما ارتد ، وهو قول الشافعي والجمهور .


[734]:- سقط من ق.
[735]:- في ك آمنوا.