الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا} (137)

قوله : ( اِنَّ الذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا . . . ) الآية [ 137 ] .

المعنى : إن الذين آمنوا بموسى ثم كفروا( {[13827]} ) به ، ثم آمنوا بعيسى يعني النصارى ثم كفروا به ، ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وكفرهم بموسى وعيسى عليهما السلام [ هو ]( {[13828]} ) تغيير ما أتى( {[13829]} ) به كل واحد منهما من عند الله عز وجل ، وتبديله وقبول الرشا عليه ( لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) إذ كفروا بكتبه ورسله ( وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ [ سَبِيلاً ] )( {[13830]} ) أي طريق هدى .

وقيل : عُنِي( {[13831]} ) بذلك المنافقون لأنهم آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً . بموتهم وهم كفار قاله مجاهد( {[13832]} ) .

وقل ابن زيد : هؤلاء المنافقون آمنوا مرتين وكفروا مرتين ، ثم ازدادوا كفراً بعد ذلك( {[13833]} ) .

وقيل : هم اليهود والنصارى( {[13834]} ) .

وقال قتادة : هم اليهود والنصارى : آمنت اليهود بالتوراة ، وكفرت بالإنجيل ، ثم آمنوا بعزير ، ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا [ كفراً ]( {[13835]} ) بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم . وآمنت النصارى بالإنجيل ثم تركت العمل بما فيه ، فكفرت بذلك ، ثم ازدادوا كفراً بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم ( لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) أي : لا يغفر لهم كفرهم الأول والآخر ، وذلك أن الكافر إذا آمن غفر له كفره ، فإن رجع إلى الكفر لم يغفر له كفره الأول( {[13836]} ) .

وقال ابن عمر : يستتاب المرتد ثلاثاً ، أي كلما ارتد يستتاب ، فإن آمن ، ثم ارتد استتيب ، فإن تاب ، ثم ارتد استتيب( {[13837]} ) ، فإن( {[13838]} ) تاب ثم ارتد قتل ، فإنما يستتاب ثلاث مرات قياساً على هذه الآية .

وقيل( {[13839]} ) : يستتاب ، كلما ارتد .


[13827]:- (د): ثم كفروا به ثم كفروا به.
[13828]:- ساقط من (د).
[13829]:- (د): أوتي به.
[13830]:- ساقط من (د).
[13831]:- (د): عنى به.
[13832]:- انظر: جامع البيان 5/327 والدر المنثور 2/717.
[13833]:- انظر: جامع البيان 5/327.
[13834]:- انظر: المرجع السابق.
[13835]:- ساقط من (د).
[13836]:- انظر: جامع البيان 5/327 والدر المنثور 2/716.
[13837]:- (د): ثم فان تاب.
[13838]:- انظر: المصدر السابق.
[13839]:- انظر: جامع البيان 5/328.