فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا} (62)

{ فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا }

{ فكيف } استفهام للتعجيب .

{ إحسانا } إتقانا ، أو إعطاء فضل فوق الحق ؛ فهو عدل وزيادة .

{ توفيقا } موافقة بين الخصوم ، وتقريبا بينهم .

تعجيب من الذين تحاكموا إلى غير ما أنزل الله ، وتحذير ووعيد لهم ، أي : كيف يكون حالهم حين يصيبهم بلاء بسبب ما ارتكبوه من السوء ثم أتوا إليك يعتذرون ، ويحلفون : ما أردنا بتحاكمنا إلى غيرك إلا الإحسان لا الإساءة ، والتوفيق بين الخصمين لا المخالفة لك ؟ ! عند ذلك ستنقطع بهم المعاذير ، ولا يقدرون على الدفع ؛ قال ابن كيسان : معناه : ما أردنا إلا عدلا وحقا ، مثل قوله : { وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى . . ) ( {[1454]} ) ؛ فكذبهم الله تعالى بقوله : { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم }


[1454]:سورة التوبة. من الآية 107.