النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ هَمَّ قَوۡمٌ أَن يَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ فَكَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (11)

ثم إن الله تعالى ذكرهم نِعَمَهُ عليهم بخلاص نبيهم بقوله تعالى : { اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَومٌ أَن يبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ }

والقول الثاني : أن قريشاً بعثت رجلاً{[798]} ، ليقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَأَطْلَعَ الله نَبِيَّهُ على ذلك ، فنزلت فيها هاتان الآيتان ، وهذا قول الحسن .


[798]:- ذكر البخاري في غزوة ذات الرقاع أن اسم هذا الرجل غورث بن الحارث قصد النبي صلى الله عليه وسلم-وكان سيفه معلقا على شجرة- وهم بقتله فانكب غورث لوجهه لزنقة زلقا وسقط السيف من يده فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "من يمنعك مني ياغورث" فقل لا أحد. فقل: "تشهد لي بالحق وأعطيك سيفك" قال: لا، ولكن أشهد ألا أقاتلك بعد هذا ولا أعين عليك عدوا فأعطاه سيفه وعفا عنه.