تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ هَمَّ قَوۡمٌ أَن يَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ فَكَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (11)

وقوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم } يحتمل أن تكون هذه النعمة التي ذكر الله تعالى في هذه الآية من كف الأعداء عنهم بعدما بسطوا إليهم أيديهم في جملة المؤمنين لأن المؤمنين كانوا في ابتداء الأمر مختفين ما بين الكفرة ، لا يقدرون على إظهار الإسلام وإعلانه ، وقد هموا بقتل المؤمنين غير مرة . وفي ما كف { أيديهم عنكم } منة عظيمة علينا وعلى جميع المسلمين . ويحتمل أن يكون في قوم خاص ؛ قد أحاطوا بهم ، وبسطوا أيديهم إليهم ، وهموا بقتلهم ، فكف الله بفضله أيديهم عنهم ومنع أيديهم .

ثم اختلف فيه : عن ابن عباس [ أنه ] قال : هم بنو قريظة ، وبسطوا أيديهم بالقتل ، فكف الله تعالى /125- ب/ أيديهم عنهم بالمنع .

وقيل نزلت في اليهود ؛ دخل النبي صلى الله عليهم وسلم حائطا لهم في النخل ، وأصحابه وراء الجدار ، واستعانهم في مغرم دية غرمها ، ثم قام من عندهم ، فائتمروا بينهم بقتله ، فخرج يمشي القهقرى معترضا ينظر من خيفتهم ، ثم دعا أصحابه رضي الله عنهم إليه رجلا رجلا حتى تناهوا إليه . فلا ندري كيف ما كانت القصة ؟ وليس لنا في معرفة القصة حاجة بعد أن نعرف منة الله التي من علينا بكف الأعداء عنهم ، ونشكر له على ذلك .

وفي هذه الآية دلالة إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عما كان بينهم من غير أن يشهد ذلك ليعلم أنه بالله أعلم .

وقوله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } أي على الله يتكل المؤمن في كل أمره ، وبه يثق .