{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم } يعني بالقتل والبطش بكم ، يقال بسط إليه يده إذا بطش به ، وبسط إليه لسانه إذا شتمه ، وذكر الهم للإيذان بوقوعها عند مزيد الحاجة إليها .
{ فكف أيديهم عنكم } أي صرفهم عنكم وحال بينكم وبين ما أرادوه بكم ، أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا فتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة ، فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه وسله ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني ؟ قال : الله ، قال الأعرابي مرتين أو ثلاثا : من يمنعك مني ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : الله ، فشام الأعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس على جنبه لم يعاقبه ، قال معمر : وكان قتادة يذكر نحوه ويذكر أن قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا هذا الأعرابي{[609]} .
وأخرج الحاكم وصححه عنه بنحوه ، وذكر أن اسم الرجل غورث بن الحرث ، وأنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم " الله " سقط السيف من يده فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : من يمنعك مني ، قال : كن خير آخذ ، قال : فشهد أن لا إله إلا الله .
وأخرج أبو النعيم في الدلائل عن ابن عباس أن بني النضير هموا أن يطرحوا على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ، فجاء جبريل فأخبره بما هموا فقام ومن معه فنزلت إذ هم قوم ، وقصة الأعرابي وهو غورث ثابتة في الصحيح .
{ واتقوا الله } فيما أمركم به ونهاكم عنه { وعلى الله } لا على غيره { فليتوكل المؤمنون } فإنه هو الذي ينقب عن أحوال القوم ويفتش عنها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.