النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (29)

قوله تعالى : { إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ } معناه ترجع ، وفيه تأويلان : أحدهما : أن تبوء بإثم قتلي وإثمك الذي عليك من معاصيك وذنوبك ، وهذا قول ابن عباس ، وابن مسعود .

والثاني : يعني أن تبوء بإثمي في خطاياي ، وإثمك بقتلك لي ، فتبوء بهما جميعاً ، وهذا قول مجاهد .

وروى الأعمش ، عند عبد الله بن مرة ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ نَفْسٍ تُقتَلُ ظُلماً إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ " {[804]} .


[804]:- البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ومسند أحمد 2/ 177.