الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (29)

{ تَبُوء } : معناه : تمضِي متحمِّلاً ، وقوله : { بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ } قيل : معناه : بإثم قَتْلي وسائرِ آثامك ، وقيل المعنى : بإثمي الذي يختصُّ بي فيما فَرَط لي ، وهذا تأويلٌ يَعْضُدُه قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بِالظَّالِمِ وَالمَظْلُومِ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِ الظَّالِمِ ، فَتُزَادُ فِي حَسَنَاتِ المَظْلُومِ ، حتى يَنْتَصِفَ ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ، أُخِذَ من سَيِّئَاتِ المَظْلوم ، فتُطْرح عليه ) .

وقوله : { وَذَلِكَ جزاء الظالمين }[ المائدة :29 ] .

يحتملُ : أن يكون مِنْ قول هابيلَ لأخيه ، ويحتمل : أن يكون إخباراً من اللَّه تعالى لمحمَّد عليه السلام ، قال الفَخْر :