فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (29)

{ إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين } { تبوء } : ترجع( {[1726]} ) ؛ نقل عن الثعلبي أن أكثر المفسرين على أن المعنى : إني أريد أن ترجع بإثم قتلي وإثمك الذي عملته قبل قتلي ؛ وسئل أبو الحسن ابن كيسان : كيف يريد المؤمن أن يأثم أخوه وأن يدخل النار ؟ فقال : إنما وقعت الإرادة بعد ما بسط يده إليه بالقتل . . . فقيل له : فكيف قال : بإثمي وإثمك ، وأي إثم له إذا قتل ؟ فقال ما روى عن مجاهد : المعنى : بإثم قتلي ، وإثم ذنبك الذي من أجله لم يتقبل قربانك ؛ { فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين } فتصير إن قتلتني من ساكني دار العذاب وملازميها مدة كونك ولبثك فيها- إذ لم يثبت كفره بتلك الخطيئة ، ولا أشير إلى تخليده_ ؛ عن عبد الله بن عمرو أنه كان يقول : إن أشقى الناس رجلا لابُنُ آدم الذي قتل أخاه ، ما سفك دم في الأرض منذ قتل أخاه إلى يوم القيامة إلا لحق به منه شيء ، وذلك أنه أول مَن سن القتل ؛ وعن إبراهيم النخعي قال : ما من مقتول ظلما إلا كان على ابن آدم الأول والشيطان كفل منه ؛ في صحيح البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه سن القتل أولا " .


[1726]:وقد يراد بالبوء: اللزوم أو الإقرار، ومنه قول الله جل وعز:(..وباءوا بغضب من الله..) أي رجعوا؛ وكذا الأثر:" أبوء بنعمتك علي" أي أُقِر بها وألتزمها، وروى:" أبوء بنعمتك علي".