السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (29)

{ إني أريد أن تبوء } أي : ترجع { بإثمي } أي : بإثم قتلي { وإثمك } الذي ارتكبته من قبل { فتكون من أصحاب النار } ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم .

فإن قيل : كيف قال : أريد أن تبوء بإثمي وإثمك وإرادة القتل والمعصية لا تجوز ؟ أجيب : بأنّ ذلك ليس بحقيقةِ إرادة ، لكنه لما علم أنه يقتله لا محالة ووطن نفسه على الاستسلام طلباً للثواب فكأنه صار مريداً لقتله مجازاً وإن لم يكن مريداً حقيقة { وذلك جزاء الظالمين } أي : الراسخين في وصف الظلم وأكون أنا من أصحاب الجنة جزاء لي بإحساني في إيثاري حياتك على حياتي وذلك جزاء المحسنين .