قوله : ( إِنِّيَ( {[15665]} ) أُرِيدُ أَن تَبُوأَ بِإِثْمِي( {[15666]} ) ) الآية [ 31 ] .
ومعنى إرادته لأن يبوأ( {[15667]} ) أخوهُ بإثمه : أن المؤمن يريد الثواب ولا ينبسط إليه ، فصار في كف يده –عمن يقتله( {[15668]} )- بمنزلة من يريده( {[15669]} ) ، فهو( {[15670]} ) مجاز على هذا( {[15671]} ) ، وهو قول المبرد( {[15672]} ) .
وقيل : هو حقيقة ، لأنه لما قال ( لِأَقْتُلَكَ ) ، استوجب النار بما تقدم في علم الله عز وجل أنه سيفعل ، فعلى( {[15673]} ) المؤمن أن( {[15674]} ) يريد ما أراد الله( {[15675]} ) .
وقال ابن كيسان : إنما وقعت الإرادة بعدما بسط يده بالقتل( {[15676]} ) .
وقيل : المعنى : بإثم( {[15677]} ) قتلي إن قتلتني( {[15678]} ) . وقيل : المعنى : إذا قتلتني أردت ذلك " لك " ( {[15679]} ) ، لأنه إرادة( {[15680]} ) الله للقاتل( {[15681]} ) .
ومعنى ( بِإِثْمِي ) أي : بإثم قتلي ، ومعنى ( وَإِثْمِكَ ) ( أي وإثمك )( {[15682]} ) الذي من أجله لم يُتقبّل منك( {[15683]} ) ، وهو قول مجاهد( {[15684]} ) . وقيل : معناه : بإثم قتلي وإثم اعتدائك عليَّ ، لأنه يأثم في الاعتداء وإنْ لم يقتل( {[15685]} ) .
وقيل : المعنى : ( بِإِثْمِي )( {[15686]} ) الذي كان يلحقني لو بسطتُ يدي إليك ، وإثمك في تحمّلك قتلي( {[15687]} ) . وعن ابن عباس : بإثم قتلي وإثم معاصيك المتقدمة لك( {[15688]} ) .
وقال إبراهيم بن عرفة( {[15689]} ) : ( أراده عن( {[15690]} ) ) غير محبة ولا شهوة( {[15691]} ) ، لأنّه لمّا لم يكن بُدٌّ من أن يكون قاتلاً أو مقتولاً ، اختار –عن ضرورة وعن غير محبة لذلك- أن يُقتل ، كما تقول للرجل –يحاول ظلمك- : " أريد أن أَفدي نفسي منك " وأنت لا تحب ذلك ، ولكن الضرورة ألجأتك إلى هذه الإرادة( {[15692]} ) .
( و )( {[15693]} ) قوله : ( وَذَلِكَ جَزَاؤُ الظَّالِمِينَ ) قيل : هو ( من )( {[15694]} ) قول المقتول( {[15695]} ) . وقيل : هو إخبار من الله لنا( {[15696]} ) . وهذا( {[15697]} ) يدل على أن الله عز وجل قد كان أمر آدم ونهاه وولده " ووعدهم " ( {[15698]} ) وأوعدهم( {[15699]} ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما مِن نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْماً إِلاَّ على( {[15700]} ) ابنِ آدَمَ الأولِ كِفلٌ منها ، ذلك( {[15701]} ) بأنه أوَلُ مَن سَنَّ القتل( {[15702]} ) .
ومعنى ( تَبَوَّأَ ) أي : تحمل وتلزم وتنصرف به( {[15703]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.