تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (29)

وقوله تعالى : { إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك } أن ترجع { بإثمي } بقتلك إياي { وإثمك } الذي عملته قبل قتلي [ إياك ] .

قال القتبي : { بإثمي } أن تقتلني { وإثمك } ما أضمرت في نفسك من الحسد والعداوة . وقال الحسن : ترجع { بإثمي } بقتلك إياي { وإثمك } يعني الكفر الذي كان عليه ، لأنه يقول : كان أحدهما كافرا ، فقتل صاحبه ، فيرجع بالكفر ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك } يجوز أن يتكل بالإرادة على غير تحقيق الفعل كقول القائل : أريد أن أسقط من السطح ، وهو لا يريد سقوطه منه ، وكقوله تعالى : { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } [ الكهف : 77 ] والجدار لا فعل له . فإذا جازت إضافة الإرادة إلى من لا فعل له ، يكون منه ، دل أنه ليس على حقيقة الفعل ، ولكن على ما يقع أنه يكون كذلك ، ويؤول أمره إلى ذلك ، أو أراد أن يبوء بإثمه لما علم منه أن يقتله ، لا محالة ، ويعصي ربه ، أراد أن يبوء بإثمه . وذلك جائز ، والله أعلم .