النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُل لِّلَّهِۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَۚ لَيَجۡمَعَنَّكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (12)

قوله تعالى : { . . . كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي أوجبها ربكم على نفسه ، وفيها أربعة أوجه :

أحدها : أنها تعريض خلقه لما أمرهم به من عبادته التي تفضي بهم إلى جنته .

والثاني : ما أراهم من الآيات الدالة على وجوب طاعته .

والثالث : إمهالهم عن معالجة العذاب واستئصالهم بالانتقام .

والرابع : قبوله توبة العاصي والعفو عن عقوبته .

{ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ } وهذا توعد منه بالعبث والجزاء أَخَرجَه مَخْرَج القسم تحقيقاً للوعد والوعيد ، ثم أكده بقوله : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } .