النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ أَنَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰٓ أَعۡقَابِنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسۡتَهۡوَتۡهُ ٱلشَّيَٰطِينُ فِي ٱلۡأَرۡضِ حَيۡرَانَ لَهُۥٓ أَصۡحَٰبٞ يَدۡعُونَهُۥٓ إِلَى ٱلۡهُدَى ٱئۡتِنَاۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۖ وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (71)

قوله تعالى : { قَل أَنَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا } يعني الأصنام ، وفي دعائها في هذا الموضع تأويلان :

أحدهما : عبادتها .

والثاني : طلب النجاح منها .

فإن قيل : فكيف قال ولا يضرنا ؟ ودعاؤها لما يستحق عليه من العقاب ضارٌّ ؟

قيل : معناه ما لا يملك لنا ضراً ولا نفعاً .

{ وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ } بالإِسلام .

{ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأرْضِ . . . } فيه قولان :

أحدهما : أنه استدعاؤها إلى قصدها واتباعها ، كقوله تعالى :

{ فَاجْعَل أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيهِم }{[902]} أي تقصدهم وتتبعهم .

والثاني : أنها أَمْرُهَا بالهوى .

وحكى أبو صالح عن ابن عباس : أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وامرأته حين دعَوا ابنهما عبد الرحمن إلى الإِسلام والهدى أن يأتيهما .


[902]:- الآية 37 إبراهيم.