النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (95)

قوله عز وجل : { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ } فيه وجهان :

أحدهما : مكان الشدة الرخاء ، قاله ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد .

والثاني : مكان الخير والشر{[1113]} .

{ حَتَّى عَفَواْ } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : حتى كثروا ، قاله ابن عباس ومجاهد والسدي ، قال لبيد :

وَأنَاسٌ بَعْدَ قَتْلٍ قَدْ عَفَواْ *** وَكَثِيرٌ زَالَ عَنْهُمْ فَانْتَقَلْ{[1114]}

والثاني : حتى أعرضواْ ، قاله ابن بحر .

والثالث : حتى سُرّوا ، قاله قتادة .

والرابع : حتى سمنوا ، قاله الحسن ، ومنه قول بشر بن أبي حازم :

فَلَمَّا أَنْ عَفَا وَأَصَابَ مَالاً *** تَسَمَّنَ مَعْرِضاً فِيهِ ازْوِرَارُ

{ وقَالُوْا قَدْ مَسَّ ءَابَاءَنَا الضَّرَّاءُ والسَّرَّاءُ } أي الشدة والرخاء ، يعنون ليس البأساء والضراء عقوبة على تكذيبك وإنما هي عادة الله في خلقه أن بعد كل خصب جدباً وبعد كل جدب خصباً{[1115]} .


[1113]:سقط من ق.
[1114]:البيت من قصيدة له كما في ديوانه ص 15 . وكان عمر بن الخطاب يأمر بروايتها بمطلعها أن تقوى ربنا خير نفل *** وبإذن الله ريثي وعجل
[1115]:سقط من ق.