الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (95)

{ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ } وهي البأساء والجواب والجوع { الْحَسَنَةَ } يعني النعمة والسعة والرخاء والخصب { حَتَّى عَفَوْاْ } أي كثروا وأثروا وكثرت أموالهم وأولادهم ، قال ابن عباس : ( عفوا ) يعني [ جهدوا ] ، وقال ابن زيد : يعني كثروا كما يكثر النبات والريش .

قال قتادة : ( حتّى عفوا ) : سروا بذلك ، وقال مقاتل بن حيان : ( عفوا ) حتى كثروا وتركوا ولم يستكثروا وأصله من الكثرة .

وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى " .

وقال الشاعر :

يقول من بعد أُولاك أولات *** أتوا زماناً ليس عندهم بعيد

وقال آخر :

ولكنا نعض السيف منها *** بأسوق عافيات الشحم كوم

{ وَّقَالُواْ } من جهلهم وغفلتهم { قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّآءُ وَالسَّرَّآءُ } فنحن مثلنا فقال الله تعالى { فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } [ فجأة عِبرة لمن بعدهم ] . { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بنزول العذاب