غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (95)

94

ثم بيّن أن تدبيره في أهل القرى لا يجري على نمط واحد فقال { ثم بدلنا مكان السيئة } وهي كل ما يسوء صاحبه { الحسنة } وهي ما يستحسنه الطبع والعقل أي أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من الفقر والضر السعة والصحة { حتى عفوا } كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم من قولهم عفا النبات والشحم والوبر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : «وأعفوا اللحى » { وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء } كما هو دأب الأشرين يقولون هذه عادة الدهر في أهله يوم محنة ويوم منحة . والمراد أنهم لم ينتفعوا بتدبير الله تعالى فيهم من رجاء بعد شدّة وأمن بعد خوف وراحة بعد عناء { فأخذناهم بغتة } آمن ما كانوا عليه ليكون ذلك أعظم من الحسرة { وهم لا يشعرون } بنزول العذاب . والحكمة في جميع هذه الحكايات اعتبار من سمعها ووعاها وتعريف أن العصيان سبب الحرمان عن الخيرات وسد لجميع أبواب السعادات ولهذا قال{ ولو أن أهل القرى } .