{ ثُمَّ بَدَّلْنَا } عطفٌ على أخذنا داخلٌ في حكمه { مَكَانَ السيئة } التي أصابتهم للغاية المذكورةِ { الحسنة } أي أعطيناهم بدلَ ما كانوا فيه من البلاء والمحنةِ الرخاءَ والسعةَ كقوله تعالى : { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } [ الأعراف ، الآية 168 ] { حتى عَفَواْ } أي كثُروا عَدداً وعُدداً من عفا النباتُ إذا كثر وتكاثف وأبطرتْهم النعمة { وَقَالُواْ } غيرَ واقفين على أن ما أصابهم من الأمرين ابتلاءٌ من الله سبحانه { قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضراء والسراء } كما مسّنا ذلك ، وما هو إلا من عادة الدهرِ يعاقِب في الناس بين الضراءِ والسراء من غير أن يكون هناك داعيةٌ تؤدي إليهما أو تِبعةٌ تترتب عليهما ، ولعل تأخيرَ السراءِ للإشعار بأنها تعقُب الضراءَ فلا ضيرَ فيها { فأخذناهم } إثرَ ذلك { بَغْتَةً } فجأةً أشدَّ الأخذِ وأفظعَه { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } ، بذلك ولا يُخطِرُ ببالهم شيئاً من المكاره كقوله تعالى : { حتى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ } [ الأنعام ، الآية 44 ] ، وليس المرادُ بالأخذ بغتةً إهلاكَهم طرفة عينٍ كإهلاك عادٍ وقومِ لوطٍ بل ما يعُمّه وما يمضي بين الأخذ وإتمام الإهلاكِ أياماً كدأب ثمود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.