النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ صَفّٗاۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَقَالَ صَوَابٗا} (38)

{ يومَ يقومُ والرُّوحُ والملائكةُ صَفّاً } في الروح ها هنا ثمانية أقاويل :

أحدها : الروح خلق من خلق الله كهيئة الناس وليسوا أناساً ، وهم جند للَّه سبحانه ، قاله أبو صالح .

الثاني : أنهم أشرف الملائكة ، قاله مقاتل بن حيان .

الثالث : أنهم حفظة على الملائكة ، قاله ابن أبي نجيح .

الرابع : أنه ملك من أعظم الملائكة خلقاً ، قاله ابن عباس .

الخامس : هو جبريل عليه السلام ، قاله سعيد بن جبير .

السادس : أرواح بني آدم يقومون صفا والملائكة صفا ، قاله الحسن .

السابع : أنهم بنو آدم ، قاله قتادة .

الثامن : أنه القرآن ، قاله زيد بن أسلم .

{ لا يتكلمونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحمنُ } فيه قولان :

أحدهما : لا يشفعون إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة ، قاله الحسن .

الثاني : لا يتكلمون في شيء إلا من أذن له الرحمن شهادة أن لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس .

{ وقالَ صَواباً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : يعني حقاً ، قاله الضحاك .

الثاني : قول لا إله إلا الله ، قاله أبو صالح .

الثالث : أن الروح يقول يوم القيامة : لا تُدخل الجنة إلا بالرحمة ، ولا النار إلا بالعمل ، فهو معنى قوله " وقال صواباًَ " قاله الحسن .

ويحتمل رابعاً : أنه سؤال الطالب وجواب المطلوب ، لأن كلام الخلق في القيامة مقصور على السؤال والجواب .