الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ صَفّٗاۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَقَالَ صَوَابٗا} (38)

- ثم قال تعالى : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا )

أي : يجازيهم في يوم يقوم الروح . قال ابن مسعود {[73290]} : " الروح ملك في السماء الرابعة {[73291]} هو أعظم من السماوات ومن الجبال ومن الملائكة ، يسبح الله {[73292]} كل يوم اثنتي {[73293]} عشرة ألف تسبيحة ، [ يخلق ] {[73294]} الله من كل تسبيحة ملكا من الملائكة فيجيء يوم القامة صفا [ واحدا ] {[73295]} "

وقال {[73296]} ابن عباس : ( هو ) {[73297]} ملك من أعظم الملائكة خلقا {[73298]} .

وقال الضحاك والشعبي : الروح هنا : جبريل عليه السلام {[73299]} .

وقال مجاهد : [ الروح خلق من صورة ] {[73300]} بني آدم يأكلون ويشربون {[73301]} ، ليسوا {[73302]} ( بملائكة ) {[73303]} .

وقالوا أبو صالح : " يشبهون الناس وليسوا بالناس " {[73304]}

وقال قتادة : الروح بنو آدم {[73305]} . وهو قول الحسن {[73306]} . وعن ابن عباس أيضا [ أنه ] {[73307]} أرواح ) {[73308]} بني آدم تقوم مع الملائكة فيما {[73309]} بين النفختين قبل أن يردها الله إلى الأجسام {[73310]} .

وقال ابن زيد : هو القرآن . وقرأ : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) {[73311]} فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن في الكلام فيتكلم .

روي أنهم يؤذن لهم في الكلام حين يُمر بأهل النار إلى النار ، وبأهل الجنة إلى الجنة {[73312]} .

وقال {[73313]} عكرمة : يمر بأناس ممن أهل النار على ملائكة فيقولون : أين تذهبون {[73314]} بهؤلاء ؟ فيقال {[73315]} : إلى النار . فتقول {[73316]} بما كسبت أيديهم ، وما ظلمهم ( الله ) {[73317]} . ويمر بأناس من أهل الجنة على ملائكة فيقولون : أين تذهبون بهؤلاء ؟ فيقولون : إلى الجنة ، فيقولون : برحمة الله دخلتم الجنة {[73318]} .

وعن ابن عباس أنه قال : إلا من أذن لهم {[73319]} الرب بشهادة {[73320]} أن لا إله إلآ الله ، وهو منتهى الصواب {[73321]} .

وقال {[73322]} مجاهد : ( قال صوابا )

( أي : " وقال حقا في الدنيا وعمل به " {[73323]} .

وقال أبو صالح : ( وقال صوابا )

أي ) {[73324]} قال : لا إله إلا الله {[73325]} وهو قول عكرمة {[73326]} .


[73290]:- ث: ابن عباس.
[73291]:- أ: الرابع.
[73292]:- أ: لله.
[73293]:- ث: اثنتى.
[73294]:- م، ث: خلق. والترجيح من جامع البيان 30/22 وتفسير القرطبي 19/186.
[73295]:- م: واحدة ث: وحده. وهذا الخبر أخرجه الطبري في جامع البيان 30/22 عن ابن مسعود، ورواه القرطبي في تفسيره: 19/186. ونقله ابن كثير في تفسيره 4/496 عن الطبري ثم قال: "وهذا قول غريب جدا".
[73296]:- أ: قال.
[73297]:- ساقط من أ.
[73298]:- أ: حقا. وانظر جامع البيان 30/22 وتفسير ابن كثير 4/497.
[73299]:- انظر جامع البيان 30/22 وزاد المسير 9/12 وتفسير ابن كثير 4/497 وفيهما أنه قول ابن جبير أيضا.
[73300]:- م، ث: الروح على خلق صور.
[73301]:- أ: ويسربون.
[73302]:- ث: ولبسوا.
[73303]:- ساقط من ث، وانظر المصدرين السابقين.
[73304]:- انظر جامع البيان 30/23.
[73305]:- المصدر السابق.
[73306]:- المصدر السابق.-
[73307]:- زيادة من ث.
[73308]:- ما بين قوسين (بنو آدم – أرواح) ساقط من أ.
[73309]:- أ: وفيما.
[73310]:- انظر جامع البيان 30/23 وزاد المسير 9/12.
[73311]:- الشورى: 52 والآية بتمامها: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا تهدي به من نشاء من عبادنا، وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم}. وانظر قول ابن زيد في جامع البيان 30/23، وزاد المسير 9/13 وتفسير القرطبي 19/187 وتفسير ابن كثير 4/496.
[73312]:- انظر جامع البيان 30/24.
[73313]:- أ: قال.
[73314]:- ث: يذهبون.
[73315]:- أ: فقال.
[73316]:- أ: فيقول.
[73317]:- ساقط من أ.
[73318]:- انظر قول عكرمة في جامع البيان 30/24 وفي آخره: "قال: فيؤذن لهم في الكلام، أو نحو ذلك".
[73319]:- أ، ث: له. ولعله هو الأنسب. وكذا هو في جامع البيان 30/24.
[73320]:- أ: أذن له الرب وقال صوابا شهادة.
[73321]:- انظر جامع البيان 30/24 وقال القرطبي في تفسيره 19/188. "أهل الصواب: السداد من القول والفعل، وهو من أصاب يصيب إصابة".
[73322]:- أ: قال.
[73323]:- المصدر السابق، وتفسير مجاهد: 696، وتفسير القرطبي 19/187 مختصرا.
[73324]:- ما بين قوسين (أي وقال – صوابا أي) ساقط من أ.
[73325]:- انظر جامع البيان 30/24 وتفسير ابن كثير 4/497.
[73326]:- المصدر السابق.