غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ صَفّٗاۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَقَالَ صَوَابٗا} (38)

1

ثم أكد المعنى المذكور بقوله { يوم يقوم الروح } وهو أعظم المخلوقات قدراً كما مرّ في سورة سبحان في تفسير قوله تعالى { ويسألونك عن الروح } [ الإسراء :85 ] والصف مصدر في الأصل لا يثنى ولا يجمع غالباً فلهذا جاز أن يكون المراد أنهم يقومون صف من الروح وحده ومن الملائكة بأسرهم صف ، وجاز أن يكون يراد يقوم الكل صفاً واحداً أو يقومون صفوفاً لقوله { وجاء ربك والملك صفاً صفاً } [ الفجر :22 ] ثم بين أنهم مع جلالة قدرهم لا يتكلمون إلا بشرطين : أحدهما الإذن من الله ، والضمير في { له } إما للشافع أو للمشفوع . والثاني أن يقول { صواباً } والضمير في { قال } أيضاً إما للشافع فالمراد أنهم لا ينطقون إلا بعد ورود الإذن في الكلام ، ثم بعد الإذن يجتهدون حتى لا يتكلمون إلا بما هو حق وصواب . وإما للمشفوع . والقول الصواب على هذا التفسير شهادة أن لا إله إلا الله .

/خ40