النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (49)

قوله عز وجل : { إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مرَضٌ } فيهم {[1196]}ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم قوم في قلوبهم شك كانوا تكلموا بالإسلام وهم بمكة ، قاله ابن عباس ومجاهد .

والثاني : أنهم المشركون ، قاله الحسن .

والثالث : أنهم قوم مرتابون لم يظهروا العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف المنافقين .

والمرض في القلب كله هو الشك ، وهو مشهور في كلام العرب ، قال الشاعر :

ولا مرضاً أتقيه إني لصائن *** لعرضي ولي في الأليّة مفخر

وقوله تعالى : { غَرَّ هَؤُلاءِ } يعني المسلمين .

{ دينُهُمْ } يعني الإسلام ، لأن الله تعالى قلل المشركين في أعين المسلمين ليتقدموا عليهم ، وقلَّل المسلمين في أعين المشركين ليستهينوا بهم حتى أظفر بهم المسلمين فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا .


[1196]:أي في الدين في قلوبهم مرض، أما المنافقون فهم الذين يظهرون خلاف ما يضمرون من الكفر.