محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (49)

49 { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم } .

{ إذ يقول المنافقون } أي بالمدينة . و { إذ } منصوب ب { اذكر } مقدرا ، أو / ب { زين } { والذين في قلوبهم مرض } يجوز أن يكون من صفة المنافقين ، وتوسطت والواو لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف ، لأن هذه صفة للمنافقين ، لا تنفك عنهم قال تعالى {[4395]} : { في قلوبهم مرض } أو تكون الواو داخلة بين المفسر والمفسر نحو : أعجبني زيد وكرمه . ويجوز أن يراد : الذين هم على حرف ، ليسوا بثابتي الأقدام في الإسلام . وعن الحسن : هم المشركون . { غر هؤلاء } يعنون المؤمنون { دينهم } فظنوا أنهم ينصرونهم به على أضعافهم { ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم } أي من يعتمد عليه سبحانه وتعالى فإنه ينصره على أضعافه ، بالغين ما بلغوا لأنه عزيز غالب على ما أراد ، وهو يريد نصر أوليائه ؛ حكيم ، وحكمته تقتضي نصرهم . وهو جواب لهم من جهته تعالى ، ورد لمقالتهم .


[4395]:2 / البقرة / 10.