الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (49)

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إذ يقول المنافقون } قال : وهم يومئذ في المسلمين .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } قال : هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر فسموا منافقين .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال : هم قوم كانوا أقروا بالإسلام وهم بمكة ، ثم خرجوا مع المشركين يوم بدر ، فلما رأوا المسلمين قالوا { غر هؤلاء دينهم } .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال : كان أناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام فخرجوا مع المشركين يوم بدر ، فلما رأوا وفد المسلمين قالوا { غر هؤلاء دينهم } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحق رضي الله عنه في قوله { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } قال : هم الفئة الذين خرجوا مع قريش ، احتبسهم آباؤهم فخرجوا وهم على الارتياب ، فلما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا { غر هؤلاء دينهم } حين قدموا على ما قدموا عليه من قلة عددهم وكثرة عدوهم ، وهم فئة من قريش مسمون خمسة قيس بن الوليد بن المغيرة ، وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة المخزوميان ، والحارث بن زمعة ، وعلي بن أمية بن خلف ، والعاص بن منبه .