غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (49)

41

{ وإذ يقول } ينتصب بذكر على أنه كلام مبتدأ منقطع عما قبله ولهذا فقد العاطف . و { المنافقون } قوم من الأوس والخزرج بالمدينة { والذين في قلوبهم مرض } يجوز أن يكون من صفة المنافقين وأن يراد قوم من قريش أسلموا وما قوي الإسلام في قلوبهم ولم يهاجروا . ثم إن قريشاً لما خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أولئك نخرج مع قومنا فإن كان محمد في كثرة خرجنا إليه ، وإن كان في قلة أقمنا في قومنا ، وقال محمد بن إسحق . ثم قتلوا جميعاً مع المشركين يوم بدر . { غرّ هؤلاء دينهم } قال ابن عباس : معناه أنه خرج بثلثمائة وثلاثة عشر إلى زهاء ألف وما ذلك إلا لأنهم اعتمدوا على دينهم . وقيل : المراد أن هؤلاء يسعون في قتل أنفسهم رجاء أن يجعلوا أحياء بعد الموت . ثم قال جواباً لهم { ومن يتوكل على الله } يكل أمره إليه ويثق بفضله { فإن الله عزيز } غالب يسلط الضعيف القليل على القوي الكثير { حكيم } يوصل العذاب إلى أعدائه والرحمة إلى أوليائه .

/خ49