النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (49)

قوله عز وجل : { وَمِنْهُم مَن يَقُولُ ائْذَن لي } يعني في التأخر عن الجهاد .

{ وَلاَ تَفْتِنِّي } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : لا تكسبني الإثم بالعصيان في المخالفة ، قاله الحسن وقتادة وأبو عبيدة والزجاج .

والثاني : لا تصرفني عن شغلي ، قاله ابن بحر .

والثالث : أنها نزلت في الجد بن قيس قال : ائذن لي ولا تفتني ببنات بني الأصفر{[1249]} فإني مشتهر بالنساء ، قاله ابن عباس ومجاهد وابن زيد .

{ أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } فيها وجهان :

أحدهما : في عذاب جهنم لقوله تعالى : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }

والثاني : في محنة النفاق وفتنة الشقاق .


[1249]:قال المهدوي: والأصفر رجل من الحبشة كانت له بنات لم يكن في وقتهن أجمل منهن، وكان ببلاد الروم. أراد الجد بن قيس أنه لا يصبر عندما يرى النساء الجميلات والحق أن استئذانه كان نفاقا.