بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (49)

قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائذن لّي } ، يعني : جد بن قيس كان من المنافقين حرّضه النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج إلى الغزو ، فقال : يا رسول الله ، إن قومي يعلمون حرصي على النساء ، فأخشى أني لو خرجت وقعت في الإثم ولا تفتني ببنات الأصفر . وكان الأصفر رجلاً من الحبش ملك ناحية من الروم ، فتزوج رومية فولدت له بنات اجتمع فيهن سواد الحبش وبياض الروم فكنَّ فتنة ، فقال جد بن قيس لا تفتني ببنات الأصفر ، فإني أخاف أن لا أصبر وأضع يدي على الحرام . فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالقعود ، فنزل { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائذن لّي } ، يعني : من المنافقين من يقول : ائذن لي في التخلف { وَلاَ تَفْتِنّى } ، يعني : ولا توقعني في الفتنة . ثم قال الله تعالى : { أَلا فِى الفتنة سَقَطُواْ } ، يعني : في الكفر والنفاق وقعوا . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين } ، يعني : جعلت جهنم للكافرين ، وهو جد بن قيس ومن تابعه .