الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ولو يؤاخذ الله الناس}... {بما كسبوا} من الذنوب وهو الشرك لعجل لهم العقوبة، فذلك قوله عز وجل: {ما ترك على ظهرها من دابة} فوق الأرض من دابة؛ لهلكت الدواب من قحط المطر.

{ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى} إلى الوقت الذي في اللوح المحفوظ.

{فإذا جاء أجلهم} وقت نزول العذاب بهم في الدنيا {فإن الله كان بعباده بصيرا} آية لم يزل الله عز وجل بعباده بصيرا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره:"ولو يؤاخذ الله الناس"، يقول: ولو يعاقب الله الناس، ويكافئهم بما عملوا من الذنوب والمعاصي، واجترحوا من الآثام، "ما تَرَك على ظهرها من دابة "تدبّ عليها، "وَلَكِنْ يُؤَخّرُهُمْ إلى أجَلٍ مُسَمّى "يقول: ولكن يؤخر عقابهم ومؤاخذتهم بما كسبوا إلى أجل معلوم عنده، محدود لا يقصرون دونه، ولا يجاوزونه إذا بلغوه... وقوله: "فإذَا جاءَ أجَلُهُمْ فإنّ اللّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيرا" يقول تعالى ذكره: فإذا جاء أجل عقابهم، فإن الله كان بعباده بصيرا؛ من الذي يستحقّ أن يعاقب منهم، ومن الذي يستوجب الكرامة، ومن الذي كان منهم في الدنيا له مطيعا، ومن كان فيها به مشركا، لا يخفى عليه أحد منهم، ولا يعزب عنه علم شيء من أمرهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ما ترك على ظهرها من دابة} قال بعضهم: المراد بالدابة المُمتحنون المُميّزون، وهم بنو آدم خاصة، لأنهم أهل اكتساب وإخراج، إذ قد ذكر الإهلاك بما يكتسبون، وهم أهل الاكتساب دون غيرهم من الدّواب.

وقال بعضهم: المراد كل دابة من البشر وغيره، لأن غيره من الدواب إنما أُنشئ للبشر وحوائجهم لا لحاجة الدواب أو لمنفعة لها حين قال: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} [البقرة: 29] وقال: {وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} [الجاثية: 13]. فإذا كان غيره مُنشأً لهم، فإذا أُهلكوا هم أُهلك ما كان مُنشَأ لحوائجهم ولمنافعهم.

{فإذا جاء أجلُهم فإن الله كان بعباده بصيرا} أي عن بصيرة وعلم بكسبهم وصنيعهم وما يكون منهم، ضرب لهم المدة والوقت الذي ينتهون إليه، ويبلغون آجالهم لا عن جهل، بل لم يزل عالما بما يكون منهم، لكن لما كان ضرر ذلك الذي علم أنه يكون منهم راجعا إليهم أنشأهم، وجعل لهم المدة.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

لو عَجَّلَ لهم ما يستوجبونه من الثواب والعقاب لم تَفِ أعمارُهم القليلةُ به، وما اتسعت أيامُهم القصيرة له، فأَخَّرَ ذلك ليومِ الحَشْرِ... فإِنَّه طويلٌ.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

لما خوف الله المكذبين بمن مضى وكانوا من شدة عنادهم وفساد اعتقادهم يستعجلون بالعذاب ويقولون عجل لنا عذابنا فقال الله: للعذاب أجل والله لا يؤاخذ الله الناس بنفس الظلم فإن الإنسان ظلوم جهول، وإنما يؤاخذ بالإصرار وحصول يأس الناس عن إيمانهم، ووجود الإيمان ممن كتب الله إيمانه، فإذا لم يبق فيهم من يؤمن يهلك المكذبين ولو آخذهم بنفس الظلم لكان كل يوم إهلاك... وفيه مسائل:

المسألة الأولى: إذا كان الله يؤاخذ الناس بما كسبوا فما بال الدواب يهلكون؟ نقول الجواب من وجوه؛

أحدها: أن خلق الدواب نعمة فإذا كفر الناس يزيل الله النعم، والدواب أقرب النعم.

الثاني: هو أن ذلك بيان لشدة العذاب وعمومه؛ فإن بقاء الأشياء بالإنسان، كما أن بقاء الإنسان بالأشياء.

{ما ترك على ظهرها من دابة} الوجه الثالث: لأن بسبب انقطاع الأمطار تموت حيوانات البر، أما حيوانات البحر فتعيش بماء البحار.

...

المسألة الرابعة: {فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا} تسلية للمؤمنين، وذلك لأنه تعالى لما قال: {ما ترك على ظهرها من دابة} وقال: {لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال: فإذا جاء الهلاك فالله بالعباد بصير، إما أن ينجيهم أو يكون توفيهم تقريبا من الله لا تعذيبا، لا يقال قد ذكرت أن الله لا يؤاخذ بمجرد الظلم، وإنما يؤاخذ حين يجتمع الناس على الضلال، ونقول بأنه تعالى عند الإهلاك يهلك المؤمن فكيف هذا؟ نقول قد ذكرنا أن الإماتة والإفناء إن كان للتعذيب فهو مؤاخذة بالذنب وإهلاك، وإن كان لإيصال الثواب فليس بإهلاك ولا بمؤاخذة، والله لا يؤاخذ الناس إلا عند عموم الكفر.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

انطبق آخرها كما ترى على أولها باستجماع صفات الكمال وتمام القدرة على كل من الإيجاد والإعدام للحيوان والجماد مهما أراد بالاختيار، لما شوهد له سبحانه من الآثار، كما وقع الإرشاد إليه بالأمر بالسير وبغيره وبما ختمت به السورة من صفة العلم على وجه أبلغ من ذكره بلفظه، لما مضى في سورة طه من أن إحاطة العلم تستلزم شمول القدرة، ولا تكون القدرة شاملة إلا إذا كانت عن اختيار، فثبت حينئذ استحقاقه تعالى لجميع المحامد، فكانت عنه سبحانه الرسالات الهائلة الجامعة للعزة والحكمة بالملائكة المجردين عن الشهوات وكل حظ إلى من ناسبهم من البشر بما غلب من جيش عقله على عساكر شهواته ونفسه، حتى صار عقلاً مجرداً صافياً، حاكماً على الشهوات والحظوظ قاهراً كافياً.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

أخيراً يجيء ختام السورة، يكشف عن حلم الله ورحمته إلى جانب قوته وقدرته؛ ويؤكد أن إمهال الناس عن حلم وعن رحمة، لا يؤثر في دقة الحساب وعدل الجزاء في النهاية.

إن ما يرتكبه الناس من كفر لنعمة الله، ومن شر في الأرض وفساد، ومن ظلم في الأرض وطغيان؛ إن هذا كله لفظيع شنيع ولو يؤاخذ الله الناس به، لتجاوزهم -لضخامته وشناعته وبشاعته- إلى كل حي على ظهر هذه الأرض، ولأصبحت الأرض كلها غير صالحة للحياة إطلاقاً،لا لحياة البشر فحسب، ولكن لكل حياة أخرى! والتعبير على هذا النحو يبرز شناعة ما يكسب الناس وبشاعته وأثره المفسد المدمر للحياة كلها لو آخذهم الله به مؤاخذة سريعة، غير أن الله حليم لا يعجل على الناس، يؤخرهم أفراداً إلى أجلهم الفردي حتى تنقضي أعمارهم في الدنيا، ويؤخرهم جماعات إلى أجلهم في الخلافة المقدرة لهم حتى يسلموها إلى جيل آخر، ويؤخرهم جنساً إلى أجلهم المحدد لعمر هذا العالم ومجيء الساعة الكبرى، ويفسح لهم في الفرصة لعلهم يحسنون صنعاً.

(فإذا جاء أجلهم).. وانتهى وقت العمل والكسب، وحان وقت الحساب والجزاء، فإن الله لن يظلمهم شيئاً: (فإن الله كان بعباده بصيراً)...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تذكير لهم عن أن يغرهم تأخير المؤاخذة فيحسبوه عجزاً أو رضى من الله بما هم فيه فهم الذين قالوا: {اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمْطِرْ علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} [الأنفال: 32] فعلَّمهم أن لعذاب الله آجالاً اقتضتها حِكمتهُ، فيها رَعْي مصالح أمم آخرين، أو استبقاءُ أجيال آتين. فالمراد ب {الناس} مجموع الأمة.

{فإن اللَّه كان بعباده بصيراً} دليل جواب (إذَا) وليس هو جوابها، ولذلك كان حقيقاً بقرنه بفاء التسبب، وأما ما في سورة النحل فهو الجواب وهو تهديد بأنهم إذا جاء أجلهم وقع بهم العذاب دون إمهال.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

قوله تعالى : " ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا " يعني من الذنوب . " ما ترك على ظهرها من دابة " قال ابن مسعود : يريد جميع الحيوان مما دب ودرج . قال قتادة : وقد فعل ذلك ومن نوح عليه السلام . وقال الكلبي : " من دابة " يريد الجن والإنس دون غيرهما ؛ لأنهما مكلفان بالعقل . وقال ابن جرير والأخفش والحسين بن الفضل : أراد بالدابة هنا الناس هنا وحدهم دون غيرهم .

قلت : والأول أظهر ؛ لأنه عن صحابي كبير . قال ابن مسعود : كاد الجعل أن يعذب في حجره بذنب ابن آدم . وقال يحيى بن أبي كثير : أمر رجل بالمعروف ونهى عن المنكر ، فقال له رجل : عليك بنفسك فإن الظالم لا يضر إلا نفسه . فقال أبو هريرة : كذبت ؟ والله الذي لا إله إلا هو . ثم قال : والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم . وقال الثمالي ويحيى بن سلام في هذه الآية : يحبس الله المطر فيهلك كل شيء . وقد مضى في " البقرة " نحو هذا عن عكرمة ومجاهد في تفسير " ويلعنهم اللاعنون " {[13181]} هم الحشرات والبهائم يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم . وذكرنا هناك حديث البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : " ويلعنهم اللاعنون " قال : ( دواب الأرض ) . " ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم " قال مقاتل : الأجل المسمى هو ما وعدهم في اللوح المحفوظ . وقال يحيى : هو يوم القيامة . " فإن الله كان بعباده " أي بمن يستحق العقاب منهم " بصيرا " ولا يجوز أن يكون العامل في " إذا " " بصيرا " كما لا يجوز : اليوم إن زيدا خارج . ولكن العامل فيها " جاء " لشبهها بحروف المجازاة ، والأسماء التي يجازى بها يعمل فيها ما بعدها . وسيبويه لا يرى المجازاة ب " إذا " إلا في الشعر ، كما قال :

إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كان وصلها *** خُطانا إلى أعدائنا فنضارب{[13182]}

ختمت سورة " فاطر " والحمد لله .


[13181]:راجع ج 2 ص 186 طبعة ثانية.
[13182]:البيت لقيس بن الخطيم الأنصاري راجع ج 1 ص 201 طبعة ثانية أو ثالثة.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

ولما كانوا يستعجلون بالتوعد استهزاء فيقولون : ما له لا يهلكنا ، علم أن التقدير : لو عاملكم الله معاملة المؤاخذ لعجل إهلاككم ، فعطف عليه قوله إظهاراً للحكم مع العلم : { ولن يؤاخذ الله } أي بما له من صفات العلو { الناس } أي من فيه نوس أي حركة واضطراب من المكلفين عامة .

ولما كان السياق هنا لأفعال الجوارح لأن المكر والكبر إنما تكره آثارهما لا الاتصاف بهما ، بخلاف الذي هو سياق النحل فإنه ممنوع من الاتصاف وإن لم يظهر به أثر من آثار الجوارح ، عبر هنا بالكسب وفك المصدر ليخص ما وجد منه بالفعل فقال : { بما كسبوا } أي من جميع أعمالهم سواء كان حراماً أو لا { ما ترك على ظهرها } أي الأرض { من دآبة } أي بل كان يهلك الكل ، أما المكلفون فلأنه ليس في أعمالهم شيء يقدره سبحانه حق قدره ، لما لهم من النقص ولما له سبحانه من العلو والارتقاء والكمال ، وأما غيرهم فإنما خلقوا لهم ، والمعاصي تزيل النعم وتحل النقم ، وذلك كما فعل في زمان نوح عليه السلام ، لم ينج ممن كان على الأرض غير من كان في السفينة { ولكن } لم يعاملهم معاملة المؤاخذ المناقش ، بل يحلم عنهم فهو { يؤخرهم } أي في الحياة الدنيا ثم في البرزخ { إلى أجل مسمى } أي سماه في الأزل لانقضاء أعمارهم ثم لبعثهم من قبورهم ، وهو لا يبدل القول لديه لما له من الصفات التي هي أغرب الغريب عندكم لكونكم لا تدركونها حق الإدراك { فإذا جاء أجلهم } أي الفنائي الإعدامي قبض كل واحد منهم عند أجله ، أو الإيجادي الإبقائي بعث كلاًّ منهم فجازاه بعمله من غير وهم ولا عجز .

ولما كانوا ينكرون ما يفمهه ذلك من البعث ، أكد فقال : { فإن الله } أي الذي له صفات الكمال الموجد بتمام القدرة وكمال الاختيار { كان } ولم يزل . ولما كان السياق للكسب الذي هو أعم من الظلم قال : { بعباده } الذين أوجدهم ولا شريك له في إيجاد أحد منهم بجميع ذواتهم واحوالهم { بصيراً * } أي بالغ البصر والعلم بمن يستحق العذاب منهم بالكسب ومن يستحق الثواب ، فقد انطبق آخرها كما ترى على أولها باستجماع صفات الكمال وتمام القدرة على كل من الإيجاد والإعدام للحيوان والجماد مهما أراد بالاختيار ، لما شوهد له سبحانه من الآثار ، كما وقع الإرشاد إليه بالأمر بالسير وبغيره وبما ختمت به السورة من صفة العلم على وجه أبلغ من ذكره بلفظه ، لما مضى في سورة طه من أن إحاطة العلم تستلزم شمول القدرة ، ولا تكون القدرة شاملة إلا إذا كانت عن اختيار ، فثبت حينئذ استحقاقه تعالى لجميع المحامد ، فكانت عنه سبحانه الرسالات الهائلة الجامعة للعزة والحكمة بالملائكة المجردين عن الشهوات وكل حظ إلى من ناسبهم من البشر بما غلب من جيش عقله على عساكر شهواته ونفسه ، حتى صار عقلاً مجرداً صافياً ، حاكماً على الشهوات والحظوظ قاهراً كافياً .

ختام السورة:

فقد انطبق آخرها كما ترى على أولها باستجماع صفات الكمال وتمام القدرة على كل من الإيجاد والإعدام للحيوان والجماد مهما أراد بالاختيار ، لما شوهد له سبحانه من الآثار ، كما وقع الإرشاد إليه بالأمر بالسير وبغيره وبما ختمت به السورة من صفة العلم على وجه أبلغ من ذكره بلفظه ، لما مضى في سورة طه من أن إحاطة العلم تستلزم شمول القدرة ، ولا تكون القدرة شاملة إلا إذا كانت عن اختيار ، فثبت حينئذ استحقاقه تعالى لجميع المحامد ، فكانت عنه سبحانه الرسالات الهائلة الجامعة للعزة والحكمة بالملائكة المجردين عن الشهوات وكل حظ إلى من ناسبهم من البشر بما غلب من جيش عقله على عساكر شهواته ونفسه ، حتى صار عقلاً مجرداً صافياً ، حاكماً على الشهوات والحظوظ قاهراً كافياً .