المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

23- وأرادت التي هي كان هو يعيش في بيتها ، ويشعر بسلطانها ، أن تغريه بنفسها ، لتصرفه عن نفسه الطاهرة إلى مواقعتها ، فأخذت تذهب وتجئ أمامه ، وتعرض عليه محاسنها ومفاتنها ، وأوصدت الأبواب الكثيرة ، وأحكمت إغلاقها ، وقالت : أقبل علّى فقد هيأت لك نفسي ، قال : إني ألجأ إلى الله ليحميني من الشر ، وكيف أرتكبه معك وزوجك العزيز سيدي الذي أحسن مقامي ؟ إنه لا يفوز الذين يظلمون الناس بالغدر والخيانة فيوقعون أنفسهم في معصية الزنا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

قوله تعالى : { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه } ، يعني : امرأة العزيز . والمراودة : طلب الفعل ، والمراد ههنا أنها دعته إلى نفسها ليواقعها ، { وغلقت الأبواب } ، أي : أطبقتها ، وكانت سبعة ، { وقالت هيت لك } ، أي : هلم وأقبل . قرأه أهل الكوفة والبصرة : { هيت لك } بفتح الهاء التاء جميعا . وقرأ أهل المدينة والشام : { هيت } بكسر الهاء وفتح التاء . وقرأ ابن كثير : { هيت } بفتح الهاء وضم التاء والوجه أن في هذه الكلمة ثلاث لغات ، هيت ، وهيت ، وهيت ، والكل بمعنى هلم ، وقرأ السلمي وقتادة : { هئت } لك ، بكسر الهاء وضم التاء مهموزا ، على مثال جئت ، يعني : تهيأت لك ، وأنكره أبو عمرو والكسائي ، وقالا : لم يحك هذا عن العرب . والأول هو المعروف عند العرب . قال ابن مسعود رضي الله عنه : أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم : " هيت لك " . قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول : هي لغة لأهل حوران رفعت إلى الحجاز معناها إلي تعال . وقال عكرمة : هي أيضا بالحورانية هلم . وقال مجاهد وغيره : هي لغة عربية وهي كلمة حث وإقبال على الشيء . قال أبو عبيدة : إن العرب لا تثني " هيت " ولا تجمع ولا تؤنث ، وإنها بصورة واحدة في كل حال . { قال } يوسف لها عند ذلك : { معاذ الله } ، أي : أعوذ بالله واعتصم بالله مما دعوتني إليه ، { إنه ربي } يريد أن زوجك قطفير سيدي { أحسن مثواي } ، أي : أكرم منزلي . هذا قول أكثر المفسرين . وقيل : الهاء راجعة إلى الله تعالى ، يريد : أن الله تعالى ربي أحسن مثواي ، أي : آواني ، ومن بلاء الجب عافاني . { إنه لا يفلح الظالمون } ، يعني : إن فعلت هذا فخنته في أهله بعد ما أكرم مثواي فأنا ظالم ، ولا يفلح الظالمون . وقيل : لا يفلح الظالمون : أي لا يسعد الزناة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

{ 23 - 29 } { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }

هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته ، وصبره عليها أعظم أجرا ، لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة ، لوقوع الفعل ، فقدم محبة الله عليها ، وأما محنته بإخوته ، فصبره صبر اضطرار ، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها ، طائعا أو كارها ، وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز ، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك ، أن { رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } أي : هو غلامها ، وتحت تدبيرها ، والمسكن واحد ، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد ، ولا إحساس بشر .

{ وَ } زادت المصيبة ، بأن { غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ } وصار المحل خاليا ، وهما آمنان من دخول أحد عليهما ، بسبب تغليق الأبواب ، وقد دعته إلى نفسها { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } أي : افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ ، ومع هذا فهو غريب ، لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه ، وهو أسير تحت يدها ، وهي سيدته ، وفيها من الجمال ما يدعو إلى ما هنالك ، وهو شاب عزب ، وقد توعدته ، إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن ، أو العذاب الأليم .

فصبر عن معصية الله ، مع وجود الداعي القوي فيه ، لأنه قد هم فيها هما تركه لله ، وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء ، ورأى من برهان ربه - وهو ما معه من العلم والإيمان ، الموجب لترك كل ما حرم الله - ما أوجب له البعد والانكفاف ، عن هذه المعصية الكبيرة ، و { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ } أي : أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح ، لأنه مما يسخط الله ويبعد منه ، ولأنه خيانة في حق سيدي الذي أكرم مثواي .

فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة ، وهذا من أعظم الظلم ، والظالم لا يفلح ، والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله ، ومراعاة حق سيده الذي أكرمه ، وصيانة نفسه عن الظلم الذي لا يفلح من تعاطاه ، وكذلك ما منَّ الله عليه من برهان الإيمان الذي في قلبه ، يقتضي منه امتثال الأوامر ، واجتناب الزواجر ، والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء ، لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم ، الذين أخلصهم الله واختارهم ، واختصهم لنفسه ، وأسدى عليهم من النعم ، وصرف عنهم من المكاره ما كانوا به من خيار خلقه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

{ وراودته التي هو في بيتها عن نفسه } طلبت منه وتمحلت أن يواقعها ، من راد يرود إذا جاء وذهب لطلب شيء ومنه الرائد . { وغلّقت الأبواب } قيل كانت سبعة والتشديد للتكثير أو للمبالغة في الإيثاق . { وقالت هيت لك } أي أقبل وبادر ، أو تهيأت والكلمة على الوجهين اسم فعل بني على الفتح كأين واللام للتبيين كالتي في سقيا لك . وقرأ ابن كثير بالضم وفتح الهاء تشبيها له بحيث ، ونافع وابن عامر بالفتح وكسر الهاء كعيط . وقرأ هشام كذلك إلا أنه يهمز . وقد روي عنه ضم التاء وهو لغة فيه . وقرئ { هيت } كجير و " هئت " كجئت من هاء يهيء إذا تهيأ وقرئ هيئت وعلى هذا فاللام من صلته . { قال معاذ الله } أعوذ بالله معاذا . { إنه } إن الشأن . { ربي أحسن مثواي } سيدي قطفير أحسن تعهدي إذ قال لك في { أكرمي مثواه } فما جزاؤه أن أخونه في أهله . وقيل الضمير لله تعالى أي إنه خالقي أحسن منزلتي بأن عطف على قلبه فلا أعصيه . { إنه لا يفلح الظالمون } المجازون الحسن بالسيء . وقيل الزناة فإن الزنا ظلم على الزاني والمزني بأهله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

«المراودة » الملاطفة في السوق إلى غرض ، وأكثر استعمال هذه اللفظة إنما هو في هذا المعنى الذي هو بين الرجال والنساء ؛ ويشبه أن يكون من راد يرود إذا تقدم لاختبار الأرض والمراعي ، فكان المراود يختبر أبداً بأقواله وتلطفه حال المراود من الإجابة أو الامتناع .

وفي مصحف وكذلك رويت عن الحسن{[6621]} : و { التي هو في بيتها } هي زليخا امرأة العزيز . وقوله { عن نفسه } كناية عن غرض المواقعة . وقوله : { وغلقت } تضعيف مبالغة لا تعدية ، وظاهر هذه النازلة أنها كانت قبل أن ينبأ عليه السلام .

وقرأ ابن كثير وأهل مكة : «هَيْتُ » بفتح الهاء وسكون الياء وضم التاء وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق وابن محيصن وأبو الأسود وعيسى بفتح الهاء وكسر التاء «هَيتِ » ، وقرأ ابن مسعود والحسن والبصريون «هَيْتَ » بفتح الهاء والتاء وسكون الياء ، ورويت عن ابن عباس وقتادة وأبي عمرو ، قال أبو حاتم : لا يعرف أهل البصرة غيرها وهم أقل الناس غلواً في القراءة ، قال الطبري : وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأ نافع وابن عامر «هِيْتَ » بكسر الهاء وسكون الياء وفتح التاء - وهي قراءة الأعرج وشيبة وأبي جعفر - وهذه الأربع بمعنى واحد ، واختلف باختلاف اللغات فيها{[6622]} ، ومعناه الدعاء أي تعال وأقبل على هذا الأمر ، قال الحسن : معناها هلمَّ ، ويحسن أن تتصل بها { لك } إذ حلت محل قولها : إقبالاً أو قرباً ، فجرت مجرى سقياً لك ورعياً لك ، ومن هذا قول الشاعر يخاطب علي بن أبي طالب : [ مجزوء الكامل ]

أبلغ أمير المؤمنين*** أخا العراق إذا أتينا

أن العراق وأهله*** عنق إليك فهيت هيتا{[6623]}

ومن ذلك على اللغة الأخرى قول طرفة : [ الخفيف ]

ليس قومي بالأبعدين إذا ما*** قال داع من العشيرة هيت{[6624]}

ومن ذلك أيضاً قول الشاعر : [ الرجز ]

قد رابني أن الكرى قد أسكتا*** ولو غدا يعني بنا لهيتا{[6625]}

أسكت : دخل في سكوت ، و «هيت » معناه : قال : هيت ، كما قالوا : أقف إذا قال : أف أف ، ومنه سبح وكبر ودعدع إذ قال : داع داع .

والتاء على هذه اللغات كلها مبنية فهي في حال الرفع كقبل وبعد ، وفي الكسر على الباب لالتقاء الساكنين ، وفي حال النصب ككيف ونحوها ؛ قال أبو عبيدة : و { هيت } لا تثنى ولا تجمع ، تقول العرب : { هيت لك } ، وهيت لكما ، وهيت لكم .

وقرأ هشام ابن عامر «هِئتُ » ، بكسر الهاء والهمز ، ضم التاء وهي قراءة علي بن أبي طالب ، وأبي وائل ، وأبي رجاء ويحيى ، ورويت عن أبي عمرو ، وهذا يحتمل أن يكون من هاء الرجل يهيء إذا أحسن هيئته - على مثال جاء يجيء{[6626]} - ويحتمل أن يكون بمعنى تهيأت ، كما يقال : فئت وتفيأت بمعنى واحد ، قال الله عز وجل :

{ يتفيؤا ظلاله }{[6627]} وقال : { حتى تفيء إلى أمر الله }{[6628]} .

وقرأ ابن أبي إسحاق - أيضاً - «هِيْت » بتسهيل الهمزة من هذه القراءة المتقدمة . وقرأ ابن عباس - أيضاً - «هيت لك »{[6629]} . وقرأ الحلواني عن هشام «هِئتِ » بكسر الهاء والهمز وفتح التاء قال أبو علي : ظاهر أن هذه القراءة وهم ، لأنه كان ينبغي أن تقول : هئتَ لي ، وسياق الآيات يخالف هذا{[6630]} . وحكى النحاس : أنه يقرأ «هِيْتِ » بكسر الهاء وسكون الياء وكسر التاء . و { معاذَ } نصب على المصدر ومعنى الكلام أعوذ بالله .

ثم قال : { إنه ربي } فيحتمل أن يعود الضمير في { إنه } على الله عز وجل ، ويحتمل أن يريد العزيز سيده ، أي فلا يصلح لي أن أخونه وقد أكرم مثواي وائتمنني ، قال مجاهد ، والسدي { ربي } معناه سيدي ، وقاله ابن إسحاق .

قال القاضي أبو محمد : وإذا حفظ الآدمي لإحسانه فهو عمل زاك ، وأحرى أن يحفظ ربه .

ويحتمل أن يكون الضمير للأمر والشأن ، ثم يبتدىء { ربي أحسن مثواي } .

والضمير في قوله : { إنه لا يفلح } مراد به الأمر والشأن فقط ، وحكى بعض المفسرين : أن يوسف عليه الصلاة والسلام - لما قال : معاذ الله ثم دافع الأمر باحتجاج وملاينة ، امتحنه الله تعالى بالهم بما هم به ، ولو قال لا حول ولا قوة إلا بالله ، ودافع بعنف وتغيير - لم يهم بشيء من المكروه .

وقرأ الجحدري «مثواي » وقرأها كذلك أبو طفيل وروي عن النبي عليه السلام : «فمن تبع هداي »{[6631]} .


[6621]:في بعض النسخ بياض مكان "وقرعت الأبواب"، وفي إحدى النسخ سقطت كلمة "ابن مسعود"، وعلى ما خبرناه من منهج ابن عطية فإن قوله: "وفي مصحف ابن مسعود، إلى "عن الحسن" جاء قبل مكانه الطبيعي، فهو يشرح الجمل والألفاظ بترتيب ورودها في القرآن الكريم، وكان الطبيعي أن يذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى: {وغلقت الأبواب}.
[6622]:يريد أن يقول: إن المعنى في هذه القراءات الأربع واحد وهو الدعاء إلى الإقبال، ولكن القراءات اختلفت باختلاف اللغات.
[6623]:البيتان في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة، وفي "المحتسب" لابن جني، والرواية فيهما بكسر همزة "إن" في أول البيت الثاني على القطع والاستئناف، أو على أن "أبلغ" بمعنى "قل"، ومعنى "عنق إليك" أنهم مائلون إليك متطلعون لك، ورواية (اللسان): "سلم إليك" بدلا من "عنق إليك"، قال أبو عبيدة: ولفظ "هيت" يكون أيضا للاثنين وللجميع من الذكر والأنثى سواء، إلا أن العدد فيما بعده، تقول: هيت لكما، هيت لكن، ونقل في (اللسان) عن ابن جني أن "هيت" في البيت بمعنى أسرع، قال: وفيه أربع لغات وذكرها كما أوردها ابن عطية هنا.
[6624]:البيت غير موجود في الديوان ولا فيما بين أيدينا من شعر طرفة، والشاهد فيه أن "'هيت" تبنى على الضم عند بعض العرب فتكون مثل قبل وبعد، والشاعر يمدح قومه بالإسراع إلى نجدة من يدعوهم إلى النجدة، إنهم يسرعون إلى الإجابة جماعات جماعات، وقد روى ابن جني في المحتسب بيتا آخر بعد هذا هو قوله: هم يجيبون: واهلم سراعا كالأبابيل لا يغادر بيت
[6625]:البيت في التاج واللسان غير منسوب، قال في اللسان: "وهيت بالرجل وهوت به: صوت به وصاح، ودعاه فقال له: هيت هيت، قال: قد رابني... البيت". لكن الشطر الثاني فيه وفي التاج جاء بلفظ: "لو كان معنيا بها لهيتا". والكري هو الأجير، أو الذي يكريك دابته، وقد شرح ابن عطية "أسكت" و"هيت"، والمعنى: أثار ريبتي أن الأجير قد دخل في السكوت، ولو كان معنيا بالدواب لهيت عليها.
[6626]:قال: قال ابن جني: "وقالوا أيضا: هئت أهاء كخفت أخاف، هذا بمعنى خذ *أفاطم هائي السيف غير مذمم*
[6627]:من الآية (48) من سورة (النحل).
[6628]:من (9) من سورة (الحجرات).
[6629]:علق ابن جني عليها في المحتسب بقوله: "وأما {هيئت لك؛ ففعل صريح كهئت لك، كقولك: أصلحت لك، أي: فدونك وما انتظارك؟ واللام متعلقة بالفعل نفسه
[6630]:حجة أبي علي ومن وافقه أن الفعل عند فتح التاء يجعل التهيؤ من يوسف، ويوسف عليه السلام لم يتهيأ لها، فلا بد من ضم التاء، وقد رد صاحب النشر هذه الحجة بقوله: إن المعنى مع فتح التاء: تهيأ لي أمرك الآن، إذا لم يتيسر لها قبل ذلك أن تخلو إليه، أو المعنى: حسنت هيئتك لي، - على المعنيين- للبيان. والرواية ثابتة عن هشام. (روح المعاني).
[6631]:من قوله تعالى في الآية (123) من سورة (طه): {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.