الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (23)

ومن قرأ { هيت لك }{[33995]} بالفتح ، فتح لالتقاء الساكنين{[33996]} .

ومن همز{[33997]} جعله من ( تهيأت )/{[33998]} ( لك ){[33999]} . {[34000]}

ومن كسر ، لالتقاء الساكنين{[34001]} . ومن ضم{[34002]} كذلك شبهها بقبل وبعد .

ومن لم يهمز ، أبدل من الهمزة تاء . ويجوز أن يكون ليس من تهيأت ، وإنما بني لأنه صوت{[34003]} ، لا حظ له من الإعراب .

وقد قيل : إن من همز ، فإنما هو من : ( هاء يهيء ) مثل جاء يجيء . ومعناه : حسنة هيئتك .

ومن قرأ بالياء{[34004]} فعلى التخفيف من هذا المعنى . ويكون ( لك ) من كلام آخر ، كما تقول{[34005]} : ( لك عندي{[34006]} ) .

وقيل : إن من همزة ، وضم التاء ، فهي من تهيأت{[34007]} . والتاء للمتكلم كتاء{[34008]} قمت ، ( كما ){[34009]} يقول الرجل : هيأت للأمر ، أهيء ، هيأة . والمعنى وراودت{[34010]} يوسف امرأة العزيز عن نفسه للجماع ، وغلقت أبواب البيت عليها ، وعليه ، وقالت : { هيت لك } : أي : هلم لك{[34011]} ، أي : اذن ، وتقرب ، وتعال{[34012]} .

يقال : هيت{[34013]} فلان لفلان : إذا دعاه{[34014]} .

وقال ابن عباس : { هيت } : كلام بالسريانية : تدعوه إلى نفسها{[34015]} .

قال يوسف لها{[34016]} : ( معاذ الله ) : أي : أعوذ بالله معاذا{[34017]} . والمصدر يدل على الفعل .

{ إن ربي أحسن مثواي }[ 23 ] ( أي : إن العزيز مالكي ، وصاحبي ، أحسن مثواي ){[34018]} وقيل : إن معنى الكلام : إن العزيز سيدي ، يعني زوج المرأة{[34019]} .

وقيل ( الهاء ) لله . والمعنى : إن الله ربي أحسن مثواي ، فلا أعصيه . وقبل : ( الهاء ) عماد{[34020]} بمعنى الخبر ، والأمر ، فيكون ( ربي ) مبتدأ ، و( أحسن ) خبره . وعلى القول{[34021]} الأول : ( ربي ) خبر ( إن ) .

ومعنى : { أحسن مثواي } – إذا كان للعزيز- : أي : أحسن قراي ، ومنزلي ، وائتمني فلا أخونه{[34022]} . وإذا كان لله : فمعناه : أحسن خلاصي ، وعلمني ، وخلقني فلا أعصيه .

{ إنه لا يفلح الظالمون }[ 23 ] : أي : إن الحديث لأبقى{[34023]} للظالمين . وأصل الفلاح{[34024]} : البقاء ، أي : ( هذا الذي تدعونني إليه ظلم ، ولا يفلح من عمل به{[34025]} .

والأبواب : وقف عند نافع{[34026]} ، ولك التمام عند غيره{[34027]} .


[33995]:ساقط من ط.
[33996]:وهي قراءة أبي عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف.
[33997]:ق: همزاه.
[33998]:أميات.
[33999]:ساقط من ق.
[34000]:وهي قراءة ابن عباس، وهشام عن ابن عامر: بكسر الهاء، وسكون الهمزة، وفتح التاء. انظر: السبعة 347، والحجة 358، والكشف 2/8.
[34001]:وهي قراءة المدنيين، وابن عامر: بكسر الهاء، وفتح التاء. انظر: معاني الفراء 2/40، ومعاني الزجاج 3/100، والسبعة 347، والمبسوط 245، والحجة 358، والكشف 2/8.
[34002]:وهي قراءة ابن كثير. انظر: مراجع القراءة السابقة.
[34003]:ق: لأنها صورة.
[34004]:وهي قراءة ابن محيصن بكسر الهاء، وإسكان الياء، ورفع التاء: (هِيْتُ) انظر: شواذ القرآن 67.
[34005]:ق: يقول.
[34006]:ق: عني.
[34007]:انظر: الكشف 2/8.
[34008]:ق: كما.
[34009]:ساقط من ط.
[34010]:ط: وراودته.
[34011]:وهو قول مجاهد في تفسيره 394، وغريب القرآن 215، وعزاه في جامع البيان 16/26 إلى ابن عباس، والحسن.
[34012]:ط: تعالى. انظر: الحجة 357، والجامع 108.
[34013]:ق: هيئة.
[34014]:انظر: اللسان: هيت.
[34015]:وهو قول الحسن في: جامع البيان 16/27، وشواذ القرآن 67، وعزاه أيضا في الجامع 9/109 إلى ابن عباس.
[34016]:ساقط من ق.
[34017]:انظر هذا التوجيه في: معاني الزجاج 3/101.
[34018]:ساقط من ق.
[34019]:وهو قول مجاهد كما في تفسيره 394، وعزاه أيضا في جامع البيان 16/32 إلى السدي، وابن إسحاق.
[34020]:ق: عمود.
[34021]:ط: الأقوال.
[34022]:ق: ولا أجوته. وانظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/40، وجامع البيان 16/32.
[34023]:ق: لإبقاء.
[34024]:ق: الإفلاح.
[34025]:وهو قول إسحاق في: جامع البيان 16/33.
[34026]:انطر: هذا الوقف في القطع 400.
[34027]:وهو أحمد بن جعفر، كما في القطع 400، وفي المقصد 47: أنه وقف كاف.