المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

4- وفي خلق الله لكم - أيها الناس - على ما أنتم عليه من حسن الصورة وبديع الصنع ، وما يفرق وينشر من الدواب على اختلاف الصور والمنافع لدلالات قوية واضحة لقوم يَسْتَيْقِنونَ بأمورهم بالتدبر والتفكر .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

قوله تعالى : { حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم . إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات } قرأ حمزة ، والكسائي ، ويعقوب : آيات وتصريف الرياح آيات بكسر التاء فيهما رداً على قوله : لآيات وهو في موضع النصب ، وقرأ الآخرون برفعهما على الاستئناف ، على أن العرب تقول : إن عليك مالاً وعلى أخيك مال ، ينصبون الثاني ويرفعونه ، { لقوم يوقنون } أنه لا إله غيره .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثّ مِن دَابّةٍ آيَاتٌ لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وفي خلق الله إياكم أيها الناس ، وخلقه ما تفرّق في الأرض من دابة تدبّ عليها من غير جنسكم آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ يعني : حججا وأدلة لقوم يوقنون بحقائق الأشياء ، فيقرّون بها ، ويعلمون صحتها .

واختلفت القرّاء في قراءة قوله : آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وفي التي بعد ذلك فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة آياتٌ رفعا على الابتداء ، وترك ردّها على قوله : لآياتٍ للْمُؤْمِنِينَ ، وقرأته عامة قرّاء الكوفة «آياتٍ » خفضا بتأويل النصب ردّا على قوله : لآياتٍ للْمُؤْمِنِينَ . وزعم قارئو ذلك كذلك من المتأخرين أنهم اختاروا قراءته كذلك ، لأنه في قراءة أُبيّ في الايات الثلاثة «لاياتٍ » باللام فجعلوا دخول اللام في ذلك في قراءته دليلاً لهم على صحة قراءة جميعه بالخفض ، وليس الذي اعتمدوا عليه من الحجة في ذلك بحجة ، لأن لا رواية بذلك عن أُبي صحيحة ، وأبيّ لو صحّت به عنه رواية ، ثم لم يُعلم كيف كانت قراءته بالخفض أو بالرفع لم يكن الحكم عليه بأنه كان يقرأه خفضا ، بأولى من الحكم عليه بأنه كان يقرأه رفعا ، إذ كانت العرب قد تدخل اللام في خبر المعطوف على جملة كلام تامّ قد عملت في ابتدائها «إن » ، مع ابتدائهم إياه ، كما قال حُمَيد بن ثَور الهِلاليّ :

إنّ الخِلافَةَ بَعْدَهُمْ لَذَميمَةٌ *** وَخَلائِفٌ طُرُفٌ لَمَمّا أحْقُرُ

فأدخل اللام في خبر مبتدأ بعد جملة خبر قد عملت فيه «إن » إذ كان الكلام ، وإن ابتدىء منويا فيه إن .

والصواب من القول في ذلك إن كان الأمر على ما وصفنا أن يقال : إن الخفض في هذه الأحرف والرفع قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار قد قرأ بهما علماء من القرّاء صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

ثم ذكر تعالى خلق البشر والحيوان ، وكأنه أغمض مما أحال عليه أولاً وأكثر تلخيصاً ، فجعله للموقنين الذين لهم نظر يؤديهم إلى اليقين في معتقداتهم .