لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

قوله جل ذكره : { وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } .

إذا أنعم العبدُ نَظَرَه في استواء قدِّه وقامته ، واستكمال عقله وتمام تمييزه ، وما هو مخصوص به في جوارحه وحوائجه ، ثم فكَّرَ فيما عداه من الدواب ؛ في أجزائها وأعضائها . . ثم وقف على اختصاص وامتياز بني آدم من بين البريَّة من الحيوانات في الفهم والعقل والتمييز والعلم ، ثم في الإيمان والعرفان ووجوهِ خصائص أهل الصفوة من هذه الطائفة في فنون الإحسان - عَرَفَ تخصُّصَهم بمناقبهم ، وانفرادَهم بفضائلهم ، فاستيقن أن الله كَرَّمهم ، وعلى كثيرٍ من المخلوقات قدَّمَهُم .