فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

{ وَفِي خَلْقِكُمْ } أنفسكم على أطوار مختلفة ، قال مقاتل : من تراب ، ثم من نطفة إلى أن يصير إنسانا ، وحاصل ما ذكر هنا من الدلائل ستة على ثلاث فواصل ، الأولى للمؤمنين ، الثانية يوقنون ، الثالثة يعقلون ، ووجه التغاير بينها أن المنصف من نفسه إذا نظر في السماوات والأرض وأنه لابد لهما من صانع آمن ، وإذا نظر في خلق نفسه ونحوها ازداد إيمانا فأيقن ، وإذا نظر في سائر الحوادث عقل واستحكم علمه .

{ وَ } في خلق { مَا يَبُثُّ } أي ما يفرقه وينشره { مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ } وللنحاة في هذا الموضع كلام طويل في رفع آيات ونصبها ، والبحث في مسألة العطف على معمولي عاملين مختلفين ، وحجج المجوزين له ، وجوابات المانعين منه مقرر في علم النحو ، مبسوط في مطولاته { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } يعني أنه لا إله إلا هو .