المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

آيات هذه السورة لا تجاوز أحوال القيامة :

زلزال الأرض ، وخروج الكنوز والموتى منها ، وعجب الإنسان وتساؤله عما فاجأه ، وانصراف الناس من قبورهم متفرقين ليلاقوا جزاءهم .

1- إذا حُرِّكت الأرض حركة شديدة ، واضطربت أقوى ما يكون من التحريك والاضطراب الذي تطيقه وتحتمله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة مكية وآياتها ثمان

هذه السورة مدنية في المصحف وفي بعض الروايات ؛ ومكية في بعض الروايات الأخرى . ونحن نرجح الروايات التي تقول بأنها مكية ، وأسلوبها التعبيري وموضوعها يؤيدان هذا .

إنها هزة عنيفة للقلوب الغافلة . هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي . وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها ؛ فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء في بضع فقرات قصار !

وهذا هو طابع الجزء كله ، يتمثل في هذه السورة تمثلا قويا . . .

إذا زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها ، وقال الإنسان مالها ? يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها .

إنه يوم القيامة حيث ترتجف الأرض الثابتة ارتجافا ، وتزلزل زلزالا ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنّ رَبّكَ أَوْحَىَ لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتَاتاً لّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ شَرّاً يَرَهُ } .

يقول تعالى ذكره : إذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ لقيام الساعة زِلْزَالَهَا فرُجّت رجّا ، والزّلزال : مصدر إذا كسرت الزاي ، وإذا فتحت كان اسما ، وأضيف الزلزال إلى الأرض وهو صفتها ، كما يقال : لأكرمنك كرامتك ، بمعنى : لأكرمنك كرامة . وحَسُن ذلك في زلزالها ، لموافقتها رؤوس الاَيات التي بعدها .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : زُلْزِلَتِ الأرْضُ على عهد عبد الله ، فقال لها عبدُ الله : مالك ؟ أما إنها لو تكلّمت قامت الساعة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية ، قاله ابن عباس وغيره ، وقال قتادة ومقاتل : هي مدنية ؛ لأن آخرها نزل بسبب رجلين كانا بالمدينة{[1]} .

العامل في : { إذا } على قول جمهور النحاة - وهو الذي يقتضيه القياس - فعل مضمر يقتضيه المعنى ، وتقديره : تحشرون أو تجازون ، ونحو هذا ، ويمتنع أن يعمل فيه { زلزلت } لأن { إذا } مضافة إلى { زلزلت } ، ومعنى الشرط فيها ضعيف ، وقال بعض النحويين : يجوز أن يعمل فيها { زلزلت } ، لأن معنى الشرط لا يفارقها{[11934]} ، وقد تقدمت نظائرها في غير سورة ، و { زلزلت } معناه : حركت بعنف ، ومنه الزلزال ، وقوله تعالى : { زلزالها } أبلغ من قوله : زلزال ، دون إضافة إليها ، وذلك أن المصدر غير مضاف يقع على كل قدر من الزلزال وإن قل ، وإذا أضيفت إليها وجب أن يكون على قدر ما يستحقه ويستوجبه جرمها وعظمها ، وهكذا كما تقول : أكرمت زيداً كرامة ، فذلك يقع على كل كرامة وإن قلت بحسب زيد ، فإذا قلت : كرامته أوجبت أنك قد وفيت حقه ، وقرأ الجمهور : «زِلزالها » بكسر الزاي الأولى ، وقرأ بفتحها عاصم الجحدري ، وهو أيضاً مصدر كالوسواس وغيره .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[11934]:في بعض النسخ: "لأن (إذا) مضاف إلى (زلزلت) ومعنى الشرط فيها ضعيف".