السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

مدنية ، في قول ابن عباس وقتادة ، ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر ، وهي ثماني آيات ، وخمس وثلاثون كلمة ، ومائة وتسعة وأربعون حرفاً .

{ بسم الله } المحيط بكل شيء قدرة وعلماً { الرحمن } الذي عمّ الخلق بنعمته الظاهرة قسماً { الرحيم } الذي أتم النعمة على خواصه حقيقة عيناً واسماً .

ولما قال تعالى : للمؤمنين { جزاؤهم عند ربهم جنات عدن } كأنَّ المكلف قال : متى يكون ذلك ؟ فقيل : له :{ إذا زلزلت الأرض } أي : تحرّكت واضطربت لقيام الساعة ، فالعاملون كلهم يكونون في الخوف ، وأنت في ذلك الوقت تنال جزاءك ، وتكون آمناً ، لقوله تعالى : { وهم من فزع يومئذ آمنون } [ النمل : 89 ] . { زلزالها } أي : تحريكها الشديد المناسب لعظم جرم الأرض وعظمة ذلك ، كما تقول : أكرم التقي إكرامه ، وأهن الفاسق إهانته ، تريد ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة .

ولما كان الاضطراب العظيم يكشف عن الخفي في المضطرب قال تعالى : { وأخرجت الأرض أثقالها } .