تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة مدنية ، وآياتها ثمان ، نزلت بعد سورة النساء . وهي في أسلوبها تشبه السور المكية ، لما فيها من أهوال يوم القيامة وشدائده . فقد كان الكفار كثيرا ما يسألون عن البعث وتحديد يوم القيامة ، ويقولون : متى هذا الوعد ، وما أشبه ذلك . فذكر الله تعالى في هذه السورة بعض علامات ذلك . . بأنه إذا حصلت الزلزلة الشديدة ، حيث تنهار الجبال وتتطاير كالعهن المنفوش ، وينتشر الناس كالفراش المبثوث ، وتحصل من الأمور العجيبة ما تخلع قلوب الناس ، وتخرج الأرض كنوزها والناس . { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } فإنه في ذلك اليوم يحاسَب كل إنسان . { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } .

الزلزلة : الحركة الشديدة .

إذا اهتزّت الأرضُ واضطربت اضطراباً عظيما حتى لم يبقَ فوقَها أثرٌ بارز .