المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

73- وحُثَّ المتقون على السير - مكرمين - إلى الجنة جماعات جماعات ، حتى إذا بلغوها ، وقد فتحت أبوابها ، وقال لهم حفظتها : أمان عظيم عليكم ، طبتم في الدنيا من دنس المعاصي ، وطبتم في الآخرة - نفساً - بما نلتم من النعيم ، فادخلوها مُقَدَّراً لكم الخلود ، فإن لكم من النعيم ما لا يخطر على بال .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

{ وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً } أى : جماعات .

قال الآلوسى : أى : جماعات مرتبة حسب ترتب طبقاتهم فى الفضل .

وفى صحيح مسلم وغيره عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول زمرة تدخل الجنة من أمتى على صورة القمر ليلة البدر " .

والمراد بالسوق هنا : الحث على المسير للإِسراع إلى الإِكرام بخلافه فيما تقدم فإنه لإهانة الكفرة ، وتعجيلهم إلى العقاب والآلام ، واختير للمشاكلة . .

ثم بين - سبحانه - ما أعده هؤلاء المتقين من نعيم مقيم فقال : { حتى إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ } .

والواو فى قوله { وَفُتِحَتْ } للحال ، والجملة الحالية بتقدير قد ، وجواب { إِذَا } مقدر بعد قوله { خَالِدِينَ } .

أى : حتى إذا جاءوها ، وقد فتحت أبوابها على سبيل التكريم لهم ، وقال لهم خزنتها بفرح وحبور : سلام عليكم من جميع المكاره ، طبتم من دنس المعاصى ، فادخلوها خالدين أى : حتى إذا جاءوها وقالوا لهم ذلك سعدوا وابتهجوا .

قال صاحب الكشاف ما ملخصه : وحتى هنا هى التى تحكى بعدها الجمل . والجملة المحكية بعدها هى الشرطية ، إلا أن جزاءها محذوف لأنه صفة ثواب أهل الجنة ، فدل بحذفه على أنه شئ لا يحيط به الوصف . وحق موقعه ما بعد " خالدين " .

وقيل : حتى إذا جاءوها ، جاءوها وفتحت أبوابها .

أى : مع فتح أبوابها . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة { زُمَرًا } أي : جماعة بعد جماعة : المقربون ، ثم الأبرار ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم : الأنبياء مع الأنبياء والصديقون مع أشكالهم ، والشهداء مع أضرابهم ، والعلماء مع أقرانهم ، وكل صنف مع صنف ، كل زمرة تناسب بعضها بعضا .

{ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا } أي : وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هُذِّبُوا ونُقُّوا أذن لهم في دخول الجنة ، وقد ورد في حديث الصور أن المؤمنين إذا انتهوا إلى أبواب الجنة تشاوروا فيمن يستأذن لهم بالدخول ، فيقصدون ، آدم ، ثم نوحا ، ثم إبراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى ، ثم محمدا ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، كما فعلوا في العرصات{[25315]} عند استشفاعهم إلى الله ، عز وجل ، أن يأتي لفصل القضاء ، ليظهر شرف محمد صلى الله عليه وسلم على سائر البشر في المواطن كلها .

وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أول شفيع في الجنة " وفي لفظ لمسلم : " وأنا أول من يقرع باب الجنة " . {[25316]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا هاشم ، حدثنا سليمان ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد . قال : يقول : بك أُمِرْتُ ألا أفتح لأحد قبلك " .

ورواه مسلم عن عمرو{[25317]} الناقد وزهير بن حرب ، كلاهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان - وهو ابن المغيرة القيسي - عن ثابت ، عن أنس ، به{[25318]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَر عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة{[25319]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول زمرة تلج{[25320]} الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ، ولا يمتخطون فيها ، ولا يتغوطون فيها . آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوة{[25321]} ، ورشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن . لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم على قلب واحد{[25322]} يسبحون الله بكرة وعشيا " .

رواه البخاري عن محمد بن مقاتل ، عن ابن المبارك . ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، كلاهما عن معمر بإسناده نحوه {[25323]} . وكذا رواه أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ]{[25324]} ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم{[25325]} .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خَيْثَمة ، حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زُرْعَة ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ]{[25326]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول زُمْرَة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على ضوء أشدُّ كوكب دُرِّي في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتْفلون ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء " {[25327]} .

وأخرجاه أيضا من حديث جرير{[25328]} .

وقال الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل الجنة من أمتي زُمْرَة ، هم سبعون ألفا ، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر " . فقام عُكَّاشة بن مِحْصَن فقال : يا رسول الله ادع الله ، أن يجعلني منهم : فقال : " اللهم اجعله منهم " . ثم قام رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فقال صلى الله عليه وسلم : " سبقك بها عُكَّاشة " .

أخرجاه{[25329]} {[25330]} وقد روى هذا الحديث - في السبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب - البخاري ومسلم ، عن ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وعمران بن حصين ، وابن مسعود ، ورفاعة بن عرابة الجهني ، وأم قيس بنت محصن .

ولهما عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا - أو : سبعمائة ألف - آخذٌ بعضهم ببعض ، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة ، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر " . {[25331]} .

وقال{[25332]} أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا أمامة {[25333]} الباهلي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : وعدني ربي ، عز وجل ، أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ، مع كل ألف سبعون ألفا ، ولا حساب عليهم ولا عذاب ، وثلاث حَثَيَات من حثيات ربي عز وجل " {[25334]} .

وكذا رواه الوليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر [ و ] {[25335]} أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لحُيّ{[25336]} عن أبي أمامة [ رضي الله عنه ] {[25337]} {[25338]} .

ورواه الطبراني ، عن عتبة بن عَبْدٍ السُّلمي : " ثم يشفع كل ألف في سبعين ألفا " {[25339]} .

وروى مثله ، عن ثوبان وأبي سعيد الأنماري ، وله شواهد من وجوه كثيرة .

وقوله : { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } لم يذكر الجواب هاهنا ، وتقديره : حتى إذا جاءوها ، وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكراما وتعظيما ، وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء ، لا كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب{[25340]} والتأنيب ، فتقديره : إذا كان هذا سَعِدوا وطابوا ، وسُرّوا وفرحوا ، بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم . وإذا حذف الجواب هاهنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل .

ومن زعم أن " الواو " في قوله : { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } واو الثمانية ، واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية ، فقد أبعد النّجْعَة وأغرق في النزع . وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الأحاديث الصحيحة .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن{[25341]} ، عن أبي هريرة{[25342]} قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله ، دعي من أبواب الجنة ، وللجنة أبواب{[25343]} ، فمن كان من أهل الصلاة دُعِي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان " فقال أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه : يا رسول الله ، ما على أحد من ضرورة دُعي ، من أيها{[25344]} دعي ، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، وأرجو أن تكون منهم " .

ورواه البخاري ومسلم ، من حديث الزهري ، بنحوه{[25345]} .

وفيهما من حديث أبي حازم سلمة بن دينار{[25346]} ، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة ثمانية أبواب ، باب منها يسمى الريان ، لا يدخله إلا الصائمون " {[25347]} .

وفي صحيح مسلم ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو : فيسبغ الوضوء - ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء " . {[25348]} .

وقال{[25349]} الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حُسَين ، عن شَهْر بن حَوْشَب ، عن معاذ ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مفتاح الجنة : لا إله إلا الله " {[25350]} .

ذكر سعة أبواب الجنة - نسأل الله العظيم من فضله أن يجعلنا من أهلها- :

في الصحيحين من حديث أبي زُرْعَة ، عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ]{[25351]} في حديث الشفاعة الطويل : " فيقول الله{[25352]} يا محمد ، أدخل من لا حساب عليه{[25353]} .

من أمتك من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر . والذي نفس محمد بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة - ما بين عضادتي الباب - لكما بين مكة وهجر - أو هجر ومكة " . وفي رواية : " مكة وبصرى " {[25354]} .

وفي صحيح مسلم ، عن عتبة بن غزوان أنه خطبهم خطبة فقال فيها : " ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة ، مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام " {[25355]} .

وفي المسند عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله{[25356]} .

وقال عبد بن حميد : حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دَرَّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة " {[25357]} .

وقوله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ } أي : طابت أعمالكم وأقوالكم ، وطاب سعيكم فطاب جزاؤكم ، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادى بين المسلمين في بعض الغزوات : " إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة " وفي رواية : " مؤمنة " . {[25358]} .

وقوله : { فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } أي : ماكثين فيها أبدا ، لا يبغون عنها حولا .


[25315]:- في ت ، أ: "الصرخات".
[25316]:- صحيح مسلم برقم (196).
[25317]:- في أ: "عمرو بن محمد الناقد".
[25318]:- المسند (2/316) وصحيح مسلم برقم (197).
[25319]:- في أ: "أبي هريرة رضي الله عنه".
[25320]:- في ت: "يدخلون".
[25321]:- في س ، أ: "ومجامرهم من الألوة".
[25322]:- في أ: "قلب رجل واحد".
[25323]:- المسند (2/316) وصحيح البخاري برقم (3225) وصحيح مسلم برقم (2834).
[25324]:- زيادة من أ.
[25325]:- أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3246).
[25326]:- زيادة من أ.
[25327]:- مسند أبي يعلى (10/470).
[25328]:- صحيح البخاري برقم (3327) وصحيح مسلم برقم (2834).
[25329]:- في ت: "أخرجه البخاري ومسلم".
[25330]:- صحيح البخاري برقم (6542) وصحيح مسلم برقم (215).
[25331]:- صحيح البخاري برقم (6554) وصحيح مسلم برقم (219).
[25332]:- في ت: "وروى".
[25333]:- في ت: "عن أبي أمامة".
[25334]:- المصنف (11/471) ورواه الترمذي في السنن برقم (2437) من طريق إسماعيل بن عياش به ، وقال: "هذا حديث حسن غريب".
[25335]:- زيادة من أ.
[25336]:- في أ: "يحيى".
[25337]:- زيادة من أ.
[25338]:- رواه الطبراني في المعجم الكبير (8/187).
[25339]:- المعجم الكبير (17/126 ، 127).
[25340]:- في أ: "بالذم".
[25341]:- في ت: "فروى البخاري ومسلم".
[25342]:- في أ: "أبي هريرة رضي الله عنه".
[25343]:- في أ: "أبواب ثمانية".
[25344]:- في أ: "أيتهما".
[25345]:- المسند (2/268) وصحح البخاري برقم (3666) وصحيح مسلم برقم (1027).
[25346]:- في ت: "وفي الصحيحين".
[25347]:- صحيح البخاري برقم (1896) وصحيح مسلم برقم (1152).
[25348]:- صحيح مسلم برقم (234).
[25349]:- في ت: "وروى".
[25350]:- زورواه أحمد في مسنده (5/242) من طريق إسماعيل بن عياش به ، وشهر بن حوشب فيه كلام ولم يسمع من معاذ.
[25351]:- زيادة من أ.
[25352]:- في أ: "قال الله عز وجل".
[25353]:- في أ: "لا حساب عليه ولا ملامة".
[25354]:- صحيح البخاري برقم (4712) وصحيح مسلم برقم (194).
[25355]:- صحيح مسلم برقم (2967).
[25356]:- المسند (5/3).
[25357]:- المنتخب برقم (924) ودراج عن أبي الهيثم ضعيف.
[25358]:- رواه النسائي في السنن (5/234) من حديث أبي هريرة.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَسِيقَ الّذِينَ اتّقَوْاْ رَبّهُمْ إِلَى الّجَنّةِ زُمَراً حَتّىَ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرْضَ نَتَبَوّأُ مِنَ الْجَنّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } .

يقول تعالى ذكره : وحُشر الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه في الدنيا ، وأخلصوا له فيها الألوهة ، وأفردوا له العبادة ، فلم يشركوا في عبادتهم إياه شيئا إلى الجَنّةِ زُمَرا يعني جماعات ، فكان سوق هؤلاء إلى منازلهم من الجنة وفدا على ما قد بيّنا قبل في سورة مريم على نجائب من نجائب الجنة ، وسوق الاَخرين إلى النار دعّا ووردا ، كما قال الله .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . وقد ذكر ذلك في أماكنه من هذا الكتاب . وقد :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَسِيقَ الّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنّمَ زُمَرا ، وفي قوله : وَسِيقَ الّذِينَ اتّقُوا رَبّهُمْ إلى الجَنّةِ زُمَرا قال : كان سوق أولئك عنفا وتعبا ودفعا ، وقرأ : يَوْمَ يُدَعّونَ إلى نارِ جَهَنّمَ دَعّا قال : يدفعون دفعا ، وقرأ : فَذلِكَ الّذي يَدُعّ اليَتِيمَ قال : يدفعه ، وقرأ ونَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا و ونَحْشُرُ المُتّقِينَ إلى الرّحْمَنِ وَفْدا ثم قال : فهؤلاء وفد الله .

حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه قوله : وَسِيقَ الّذِينَ اتّقُوا رَبّهُمْ إلى الجَنّةِ زُمَرا حتى إذا انتهوا إلى بابها ، إذا هم بشجرة يخرج من أصلها عينان ، فعمدوا إلى إحداهما ، فشربوا منها كأنما أمروا بها ، فخرج ما في بطونهم من قذر أو أذى أو قذى ، ثم عمدوا إلى الأخرى ، فتوضّؤا منها كأنما أُمروا به ، فجرت عليهم نضرة النعيم ، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدا ولن تبلى ثيابهم بعدها ، ثم دخلوا الجنة ، فتلقتهم الولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون ، فيقولون : أبشر ، أعدّ الله لك كذا ، وأعدّ لك كذا وكذا ، ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه جندل اللؤلؤ الأحمر والأصفر والأخضر ، يتلألأ كأنه البرق ، فلولا أن الله قضى أن لا يذهب بصره لذهب ، ثم يأتي بعضهم إلى بعض أزواجه ، فيقول : أبشري قد قدم فلان ابن فلان ، فيسميه باسمه واسم أبيه ، فتقول : أنت رأيته ، أنت رأيته فيستخفها الفرح حتى تقوم ، فتجلس على أسكفة بابها ، فيدخل فيتكىء على سريره ، ويقرأ هذه الاَية : الحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هَدانا لِهَذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أنْ هَدانا اللّهُ . . . الاَية .

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : ذكر أبو إسحاق عن الحارث ، عن عليّ رضي الله عنه قال : يساقون إلى الجنة ، فينتهون إليها ، فيجدون عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان تجريان ، فيعمدون إلى إحداهما ، فيغتسلون منها ، فتجري عليهم نضرة النعيم ، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدا ، ولن تغبر جلودهم بعدها أبدا ، كأنما دهنوا بالدهان ويعمدون إلى الأخرى ، فيشربون منها ، فيذهب ما في بطونهم من قذى أو أذى ، ثم يأتون باب الجنة فيستفتحون ، فيفتح لهم ، فتتلقاهم خزنة الجنة فيقولون سلاَمٌ عَلَيْكُم ادْخُلُوا الجَنّةَ بِما كنتم تَعْمَلُونَ قال : وتتلقاهم الولدان المخلدون ، يطيفون بهم كما تطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم إذا جاء من الغيبة ، يقولون : أبشر أعدّ الله لك كذا ، وأعدّ لك كذا ، فينطلق أحدهم إلى زوجته ، فيبشرها به ، فيقول : قدم فلان باسمه الذي كان يسمى به في الدنيا ، وقال : فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها ، وتقول : أنت رأيته ، أنت رأيته ؟ قال : فيقول : نعم ، قال : فيجيء حتى يأتي منزله ، فإذا أصوله من جندل اللؤلؤ من بين أصفر وأحمر وأخضر ، قال : فيدخل فإذا الأكواب موضوعة ، والنمارق مصفوفة ، والزرابيّ مبثوثة قال : ثم يدخل إلى زوجته من الحور العين ، فلولا أن الله أعدّها له لالتمع بصره من نورها وحسنها قال : فاتكأ عند ذلك ويقول : الحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هَدانا لهَذَا وَما كُنّا لِنَهْتَديَ لَوْلاَ أنْ هَدانا اللّهُ قال : فتناديهم الملائكة : أنْ تِلْكُمُ الجَنّةُ أوُرِثْتمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، قال : ذكر السديّ نحوه أيضا ، غير أنه قال : لهو أهدى إلى منزله في الجنة منه إلى منزله في الدنيا ، ثم قرأ السديّ : وَيُدْخِلُهُمُ الجَنّةَ عَرّفَها لهُمْ .

واختلف أهل العربية في موضع جواب «إذا » التي في قوله حتى إذَا جاءُوها فقال بعض نحويي البصرة : يقال إن قوله وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها في معنى : قال لهم ، كأنه يلغي الواو ، وقد جاء في الشعر شيء يشبه أن تكون الواو زائدة ، كما قال الشاعر :

فإذَا وَذلكَ يا كُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ *** إلاّ تَوَهّمَ حالِمٍ بِخَيالِ

فيشبه أن يكون يريد : فإذا ذلك لم يكن . قال : وقال بعضهم : فأضمر الخبر ، وإضمار الخبر أيضا أحسن في الاَية ، وإضمار الخبر في الكلام كثير . وقال آخر منهم : هو مكفوف عن خبره ، قال : والعرب تفعل مثل هذا قال عبد مَناف بن ربع في آخر قصيدة :

حتى إذَا أسْلَكُوهُمْ فِي قُتائِدِهِ *** شَلاّ كما تَطْرُدُ الجَمّالَةُ الشّرُدا

وقال الأخطل في آخر القصيدة :

خَلا أنّ حيّا منْ قُرَيْشٍ تَفَضّلوا *** على النّاسِ أوْ أنّ الأكارِمَ نَهْشَلا

وقال بعض نحويّي الكوفة : أدخلت في حتى إذا وفي فلما ، الواو في جوابها وأخرجت ، فأما من أخرجها فلا شيء فيه ، ومن أدخلها شبه الأوائل بالتعجب ، فجعل الثاني نسقا على الأوّل ، وإن كان الثاني جوابا كأنه قال : أتعجب لهذا وهذا .

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : الجواب متروك ، وإن كان القول الاَخر غير مدفوع ، وذلك أن قوله : وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادْخُلُوها خالِدِينَ يدلّ على أن في الكلام متروكا ، إذ كان عقيبه وَقالُوا الحَمْدُ لِلّهِ الّذِي صَدّقَنا وَعْدَهُ وإذا كان ذلك كذلك ، فمعنى الكلام : حتى إذا جاؤوا وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ، دخلوها وقالوا : الحمد لله الذي صدقنا وعده . وعني بقوله سَلامٌ عَلَيْكُمْ : أمنة من الله لكم أن ينالكم بعدُ مكروه أو أذى . وقوله طِبْتُمْ يقول : طابت أعمالكم في الدنيا ، فطاب اليوم مثواكم . وكان مجاهد يقول في ذلك ما :

حدثنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : طِبْتُمْ قال : كنتم طيبين في طاعة الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

قوله : { الذين اتقوا ربهم } لفظ يعم كل من يدخل الجنة من المؤمنين الذي اتقوا الشرك ، لأن الذين لم يتقوا المعاصي قد يساق منهم زمر وهم الذي سبق لهم أن يغفر الله لهم من أهل المشيئة ، وأيضاً فالذين يدخلون النار ثم يخرجون منها قد يساقون زمراً إلى الجنة بعد ذلك فيصيرون من أهل هذه الآية ، والواو في قوله : { وفتحت } مؤذنة بأنها قد فتحت قبل وصولهم إليها ، وقد قالت فرقة : هي زائدة . وجواب { إذا } ، { فتحت } ، وقال الزجاج عن المبرد : جواب { إذا } محذوف ، تقديره بعد قوله : { خالدين } فيها سعدوا{[9939]} . وقال الخليل : الجواب محذوف تقديره : حتى جاؤوها وفتحت أبوابها ، وهذا كما قدر الخليل قول الله تعالى :

{ فلما أسلما وتله للجبين }{[9940]} [ الصافات : 103 ] وكما قدر أيضاً قول امرىء القيس : [ الطويل ]

فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى . . . {[9941]}

أي أجزنا وانتحى . وقال قوم : أشار إليهم ابن الأنباري وضعف قولهم : هذه واو الثمانية مستوعباً في سورة الكهف ، وسقطت هذه الواو في مصحف ابن مسعود فهي كالأولى . و { سلام عليكم } تحية . ويحتمل أن يريد أنهم قالوا لهم سلام عليكم وأمنة لكم . و : { طبتم } معناه : أعمالاً ومعتقداً ومستقراً وجزاء .


[9939]:في الأصول:"بعد قوله تعالى:{خالدين فيها}...سعدوا"، والآية الكريمة خالية من كلمة(فيها)، ولعله خطأ من النساخ.
[9940]:الآية(103) من سورة (الصافات).
[9941]:هذا صدر بيت قاله امرئ القيس في معلقته، والبيت بتمامه: فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل ويروى: بطن حقف، وأجزنا: قطعنا، والساحة: فناء الدار، وانتحى: اعترض، والخبت: بطن من الأرض غامض. والقفاف: جمع قف، وهو ما غلظ من الأرض وارتفع، والعقنقل: المنعقد الداخل بعضه فوق بعض. وهذا البيت موضع خلاف بين النحويين في بيان جواب(لما)، وذلك أن بعضهم يقول: الجواب هو قوله في بيت بعده: (هصرت بفودي رأسها فتمايلت)، وقال بعضهم: الجواب هو(انتحى)، والواو زائدة لمعنى التعجب، وقال أبو عبيدة: الواو في هذا البيت واو نسق، والجواب محذوف لعلم المخاطبين به، وكل هذه الأقوال قيلت في جواب[لما] في الآية الكريمة: {فلما أسلما وتله للجبين}، وفي الآية الكريمة:{حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها}، وزيادة على هذه الآراء قيل: إن الواو في هذه الآية هي واو الثمانية، وقد تحدثنا عن ذلك من قبل.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

أطلق على تَقْدِمَة المتقين إلى الجنة فعلُ السَّوق على طريقة المشاكلة ل { سيقَ } [ الزمر : 71 ] الأولِ ، والمشاكلةُ من المحسنات ، وهي عند التحقيق من قبيل الاستعارة التي لا علاقة لها إلاّ المشابهة الجُملية التي تحمل عليها مجانسة اللفظ . وجَعلهم زُمراً بحسب مراتب التقوى .

والواو في جملة { وفتحت أبوابها } واو الحال ، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة .

وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في « تفسيره » فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله : { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } [ الكهف : 22 ] ، فقالوا في { وفُتحَت أبوابها } جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية ، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى : { التائبون العابدون } إلى قوله : { والناهون عن المنكر } [ التوبة : 112 ] فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة ، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه ، وقد زينه ابن هشام في « مغني اللبيب » ، وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى : { التائبون العابدون } في سورة [ التوبة : 112 ] وعند قوله : { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } في سورة [ الكهف : 22 ] .

( و { إذا } هنا لمجرد الزمان غير مضمنة معنى الشرط ، فالتقدير : حتّى زمننِ مجيئهم إلى أبواب الجنة ، أي خلَّتهم الملائكة الموكلون بإحفافهم عند أبواب الجنة ، كحالة من يُهدي العروس إلى بيتها فإذا أَبلغها بابه خَلَّى بينها وبين بيتها ، كأنهم يقولون : هذا منزلكم فدونكموه ، فتلقتهم خزنة الجنة بالسلام .

و { طبتم } دعاء بالطيب لهم ، أي التزكية وطيب الحالة ، والجملة إنشاء تكريم ودعاء .

والخلاف بين القراء في { فتحت } هنا كالخلاف في نظيره المذكور آنفاً .