جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

{ وسيق الذين اتقوا ربهم } ، أي : عن الكفر به ، ويشعر به مقابلته بالذين كفروا ، وذلك الإسراع بهم إلى النعيم ، والمراد سوق{[4339]} مراكبهم ، { إلى الجنة زمرا } : فوجا بعد فوج على تفاوت رتبتهم في الشرف ، { حتى إذا جاءوها وفُتحت أبوابها } : الثمانية ، قيل : الواو للحال ، أي : وقد فتحت ، فهو يدل على أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم ، بخلاف أبواب جهنم ، { وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم } : طاب لكم المقام ، أو طهرتم من خبث الخطايا ، أو كنتم طيبين في الدنيا ، { فادخلوها خالدين } ، أي : مقدرين الخلود ، وحذف جواب إذا ، إشارة إلى أنه شيء لا يحيط به الوصف ، كأنه قال : إذا جاءوها ، وكذا وكذا سعدوا وفازوا وفرحوا .


[4339]:كما ورد في الأحاديث الصحيحة / 12 وجيز.