ثم قال تعالى : { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا } ، أي : حشروا إلى دخول الجنة جماعة جماعة .
{ حتى إذا جاءوها } أي : جاؤوا الجنة .
{ وفتحت أبوابها } قال الكوفيون : ( فتحت ) جواب ( إذا ) والواو زائدة{[59304]} .
وقال بعضهم{[59305]} : الجواب : قال لهم خزنتها ، والواو في ( وقال ) زائدة{[59306]} .
وقال المبرد : الجواب محذوف ، والتقدير : حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها سَعِدُوا{[59307]} .
وقال الزجاج : تقدير الجواب المحذوف : ( طبتم فادخلوها خالدين ، دخولها ){[59308]} .
ودلت الواو في ( وفتحت ) أن الجنة كانت مفتحة{[59309]} لهم الأبواب منها قبل أن يجيؤها .
( ودل حذف الواو في قصة أهل النار من ( فتحت ) أنها مغلقة{[59310]} قبل أن يجيؤها ){[59311]} ففتحت عند مجيئهم .
ثم قال تعالى : { وقال لهم خزنتها سلام عليكم } ، ( أي : قال للذين{[59312]} اتقوا ربهم خزنة الجنة سلام عليكم ){[59313]} ، أي : أمنة من الله لكم .
وقوله { طبتم فادخلوها خالدين } ، أي : طابت أعمالكم في الدنيا فطاب اليوم مثواكم .
وقال مجاهد : معناه : ( كنتم طيبين ( بطاعة ){[59314]} الله عز وجل ){[59315]} فادخلوا أبواب الجنة خالدين ، أي : ماكثين أبدا لا انتقال لكم عنها .
ويروى أن حشر المتقين في الآخرة يكون على نجائب من نجائب الجنة{[59316]} .
وحشر الكفار{[59317]} يكون بالدفع والعنف . قاله ابن زيد وغيره .
وقرأ ابن زيد في الكفار : { يوم يدعون إلى نار جهنم دعا{[59318]} } . وقرأ في المتقين { يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا }{[59319]} . ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قال في المتقين : يساقون إلى الجنة فيجدون عند بابها شجرة ، في أصل ساقها عينان تجريان ، فيعمدون إلى إحداهما فيغتسلون فيها ، فتجري عليهم نضرة النعيم ، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبدا ، ولن تغير{[59320]} جلودهم بعدها أبدا كأنما دهنوا بالدهان . ويعمدون إلى الأخرى فيشربون منها فيذهب ما في بطونهم من قذى وأذى ، ثم يأتون باب الجنة فيستفتحون فيفتح لهم فتتلقاهم{[59321]} خزنة الجنة فتقول{[59322]} : سلام عليكم ، ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون .
قال : وتتلقاهم الولدان المخلدون يطوفون بهم كان يطوف ولدان أهل الدنيا بالحميم إذا جاء من الغيبة ، يقولون : أبشر ، أعد الله لك كذا وأعد لك كذا . فينطلق أحدهم إلى زوجته فيبشرها به ، فيقول قدم فلان – باسمه الذي كان يسمى به في الدنيا – قال : فَيَسْتَحَفِها{[59323]} الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها ، فتقول : أنت رأيته ، ( أنت رأيته ){[59324]} قال : فيقول : نعم ، فيجيء حتى يأتيه منزله . قال : أصوله{[59325]} من جندل اللؤلؤ بين أصفر وأخضر وأحمر . . . قال الله جل ذكره : { وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة }{[59326]} . قال : ثم يدخل إلى زوجته من الحور العين ، فلولا أن الله أعدها له لا ليمتع بصره من نورها وحسنها . فاتكأ عبد الله ويقول : { الحمد لله الذين هدانا لهذا }{[59327]} . فتناديهم الملائكة أن تلكم الجنة أورثتموها بعملكم{[59328]} .
وقال السدي : لهو أهدى إلى منزلة في الجنة منه إلى منزله في الدنيا . ثم قرأ السدي : { ويدخلهم الجنة عرفها لهم }{[59329]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.