إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

{ وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة } مساقَ إعزازٍ وتشريفٍ للإسراعِ بهم إلى دار الكرامةِ . وقيل : سِيق مراكبُهم إذْ لا يُذهبُ بهم إلا راكبينَ { زُمَراً } متفاوتينَ حسب تفاوتٍ مراتبِهم في الفضلِ وعلوِّ الطَّبقةِ . { حتى إِذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أبوابها } وقرئ بالتَّشديدِ . وجوابُ إذا محذوفٌ للإيذانِ بأن لهم حينئذٍ من فُنون الكراماتِ ما لا يَحدِقُ به نطاقُ العباراتِ كأنَّه قيل حتَّى إذَا جَاؤُها وقد فُتحِتْ أبوابُها { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سلام عَلَيْكُمْ } من جميعِ المكارِه والآلام { طِبْتُمْ } طهرتم من دَنَس المعاصي أو طبتُم نَفْساً بما أُتيح لكُم من النَّعيمِ . { فادخلوها خالدين } كان ما كان مَّما يقصر عنه البيانُ