ثم بيّن حال المؤمنين المطيعين ، فقال تعالى : { وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ } يعني : اتقوا الشرك ، والفواحش ، { إِلَى الجنة زُمَراً } يعني : فوجاً فوجاً ، بعضم قبل الحساب اليسير ، وبعضهم بعد الحساب الشديد ، على قدر مراتبهم ، { حتى إِذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أبوابها } يعني : وقد فتحت أبوابها ، ويقال : { وَفُتِحَتْ أبوابها } قبل مجيئهم تكريماً ، وتبجيلاً لهم . ويقال : الواو زيادة في الكلام . ويقال : هذه الواو منسوقة على قوله : فتحت . كما يقال في الكلام : دخل زيد ، وعمرو ، { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سلام عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خالدين } أي : فزتم ، ونجوتم .
ويقال : طابت لكم الجنة . وقال : بعض أهل العربية : في الآية دليل على أن أبواب الجنة ثمانية ، لأنه قد ذكر بالواو . وإنما يذكر بالواو ، إذا بلغ الحساب ثمانية ، كما قال في آية أخرى : { سَيَقُولُونَ ثلاثة رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بالغيب وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل ربى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظاهرا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } [ الكهف : 22 ] فذكر الواو عند الثمانية ، وكما قال : { التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عَنِ المنكر والحافظون لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ المؤمنين } [ التوبة : 112 ] فذكرها كلها بغير واو فلما انتهى إلى الثمانية قال : { التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عَنِ المنكر والحافظون لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ المؤمنين } [ التوبة : 112 ] ، وقال في آية أخرى : { عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أزواجا خَيْراً مِّنكُنَّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وَأَبْكَاراً } [ التحريم : 5 ] ثم قال : عند الثمانية : { عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أزواجا خَيْراً مِّنكُنَّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وَأَبْكَاراً } [ التحريم : 5 ] وعرف أن أبواب جهنم سبعة بالآية . وهي قوله : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [ الحجر : 44 ] . وقال أكثر أهل اللغة : ليس في الآية دليل ، لأن الواو قد تكون عند الثمانية ، وقد تكون عند غيرها ، ولكن عرف أن أبوابها ثمانية بالأخبار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.