تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (22)

{ هو الذي يسيركم في البر } على ظهور الدواب والإبل ، ويهديكم لمسالك الطرق والسبل ، { و } يحملكم في { والبحر } في السفن في الماء ، ويدلكم فيه بالنجوم ، { حتى إذا كنتم في الفلك } يعنى في السفن ، { وجرين بهم } يعنى بأهلها ، { بريح طيبة } يعنى غير عاصف ، ولا قاصف ، ولا بطيئة ، { وفرحوا بها جاءتها } ، يعني السفينة ، { ريح عاصف } قاصف ، يعنى غير لين ، يعنى ريحا شديدة ، { وجاءهم الموج من كل مكان } يعنى من بين أيديهم ، ومن خلفهم ، ومن فوقهم ، { وظنوا } يعنى وأيقنوا { أنهم أحيط بهم } يعنى أنهم مهلكون ، يعنى مغرقون ، { دعوا الله مخلصين له الدين } وضلت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله ، فذلك قوله : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه } [ الإسراء :67 ] ، { لئن أنجيتنا من هذه } المرة { لنكونن من الشاكرين } [ آية :22 ] لا ندعو معك غيرك .