تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجۡنَ فَتَيَانِۖ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَعۡصِرُ خَمۡرٗاۖ وَقَالَ ٱلۡأٓخَرُ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَحۡمِلُ فَوۡقَ رَأۡسِي خُبۡزٗا تَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِنۡهُۖ نَبِّئۡنَا بِتَأۡوِيلِهِۦٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (36)

ورقي إلى الملك أن غلامه الخباز يريد أن يجعل في طعامه سما ، ورقي إليه في غلامه الساقي مثل ذلك ، فذلك قوله : { ودخل معه السجن فتيان } ، الخباز والساقي ، اسم أحدهما شرهم أقم ، وهو الساقي ؛ واسم الخباز شرهم أشم ، { قال أحدهما إني أراني } في المنام كأني { أعصر خمرا } ، يعني : عنبا ، قال : كأني دخلت البستان ، فإذا فيه أصل كرم ، وعليه ثلاث عناقيد ، فكأني أعصرهن وأسقي الملك ، { وقال الآخر إني أراني } ، رأيت في المنام كأني { أحمل فوق رأسي خبزا } ، ثلاث سلال ، وأعلاهن جفنة من خبز فوق رأسي ، مثل قوله : { فاضربوا فوق الأعناق } [ الأنفال :12 ] ، ومثل قوله : { اجتثت من فوق الأرض } [ إبراهيم :26 ] ، يعني : أعلى الأرض ، { تأكل الطير منه نبئنا بتأويله } ، يقول : أخبرنا بتفسير ما رأينا في المنام ، { إنا نراك من المحسنين } ، آية ، وكان إحسانه في السجن أنه كان يعود مرضاهم ويداويهم ، ويعزي مكروبهم ، ورآه متعبدا لربه ، فهذا إحسانه .