تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَـٔٗا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنۡهُنَّ سِكِّينٗا وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَيۡهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞ} (31)

{ فلما سمعت } زليخا { بمكرهن } ، يعنى : بقولهن لها ، { أرسلت إليهن } ، فجئنها ، { وأعتدت لهن متكئا } ، وهو الأترج ، وكل شيء يحز بالسكين فهو متكأ ، { وأتت } ، يعني : وأعطت { كل واحدة منهن سكينا } ، وأمرت يوسف ، عليه السلام ، فتزين وترجل ، وكان أعطي يوسف في زمانه ثلث الحسن ، وآتاه الحسن من قبل جده إسحاق من قبل أمه سارة ، وورثت سارة حسنها من قبل حواء امرأة آدم عليه السلام ، وحسن حواء من آدم ؛ لأنها خلقت منه .

وقال مقاتل : كل ذكر أحسن من الأنثى من الأشياء كلها ، وفضل يوسف في زمانه بحسنه على الناس ، كفضل القمر ليلة البدر على الكواكب .

{ وقالت } ، أي : ثم قالت : يا يوسف : { اخرج عليهن } ، من البيت ، { فلما رأينه أكبرنه } ، يعنى : أعظمته ، { وقطعن أيديهن } ، يعنى : وحززن أصابعهن بالسكين ، حين نظرن إليه ، { وقلن حاش لله } ، يعنى : معاذ الله ، { ما هذا بشرا } ، إنسانا ، { إن هذا إلا ملك كريم } ، آية ، يعنى : حسن ، فأعجبها ما صنعن وما قلن .