قوله : { ودخل معه السجن فتيان } {[34315]} إلى قوله { لا يشكرون {[34316]} }[ 36-38 ] . كان الفتيان غلامين من غلمان الملك الأكبر . أحدهما : صاحب شرابه ، والآخر : صاحب طعامه {[34317]}/ سخط {[34318]} عليهما الملك . وذلك أنه بلغه أن صاحب الطعام يريد {[34319]} أن يسُمَّه له {[34320]} وظن أن صاحب الشراب مالأه على ذلك . قال ذلك السدي . [ قال ] {[34321]} : لما دخل يوسف في السجن قال : إني أعبر الأحلام . فقال أحد الشابين [ لصاحبه ] {[34322]} : هلم فلنجرب هذا [ العبد ] {[34323]} العبراني . فتتراءيا {[34324]} له ، فسألاه {[34325]} من غير أن يكونا رأيا شيئا ، فقال صحاب الطعام : { إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تاكل الطير منه } ، وقال صاحب الشراب : { إني أراني } {[34326]} أعصر خمرا {[34327]} وقيل : بل كانا رأياها على صحة في منامهما {[34328]} .
وروي أنه لما فسر لهما ما رأيا رجعا ، فقالا {[34329]} ما رأينا شيئا ، وإنما جربناك . فقال يوسف صلى الله عليه وسلم : { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } أي {[34330]} : لا بد من كون ما قلت لكما من عبارة رؤياكما {[34331]} .
وقال {[34332]} ابن مسعود : قال الفتيان : إنما كنا تحالمنا لنجربا {[34333]} إنما كنا نلعب ، فقال يوسف {[34334]} لهما : ( { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } ) {[34335]} {[34336]}( قال مجاهد : قال يوسف لهما ) {[34337]} : أنشدكما الله أتحباني {[34338]} . فوالله ما [ أ ]حبني {[34339]} أحد قط ، إلا دخل علي من حبه بلاء : لقد أحبتني عمتي ، فدخل علي من حبها بلاء ، ثم لقد {[34340]} أحبني أ[ بي ] {[34341]} ، ولقد {[34342]} دخل علي من حبه بلاء ، ثم لقد أحبتني {[34343]} زوجة صاحبي هذا ، فدخل علي من حبها بلاء ، فلا تحباني {[34344]} بارك الله فيكما . ( قال ) {[34345]} فأبيا إلا حبه ، وجعلا يعجبهما ما يريان من فهمه وعقله {[34346]} .
وفي قراءة ابن مسعود : ( أعصر عنبا ) {[34347]} . ومعناه : خمر عنب .
قال ابن عباس : لغة عمان يسمون الخمر عنبا {[34348]} و( قيل ) : المعنى : أعصر عنب {[34349]} خمر {[34350]} ومعنى : { فوق رأسي } : أي : على رأسي {[34351]} .
وقوله : { إنا نراك من المحسنين } : أي : تحسن إلينا .
قيل : كان يعود مريضهم ، ويقوم عليه ، ويعزي حزينهم . وكان إذا احتاج [ منهم ] {[34352]} إنسان جمع له ، وإذا ضاق المكان وسع له ، ويجتهد لربه {[34353]} .
قال : لما دخل السجن ، وجد قوما قد انقطع رجاؤهم ، واشتد بلاؤهم ، وطال حزنهم ، فجعل يقول : اصبروا تؤجروا أجرا [ إ ] {[34354]}ن لهذا ثوابا {[34355]} فقالوا : يا فتى {[34356]} بارك الله فيك ، ما أحسن وجهك ، وأحسن خلقك ، ( لقد {[34357]} ) بورك لنا في جوارك ، ما نحب أنا كنا في غير هذا {[34358]} المكان لما تخبرنا من الأجر والكفارة ، فمن أنت يا فتى ؟ قال : أنا يوسف ، نبي الله ، ابن يعقوب بن ذبيح الله إسحاق ، ابن خليل الله إبراهيم {[34359]} .
قال ابن مسعود : أعطي وأمه ثلث حسن الناس {[34360]} .
وقال جعفر بن محمد : أعطي يوسف نصف حسن الناس .
وروي مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم {[34361]} أنه قال : " إن كانت المرأة الحامل {[34362]} لتراه فتضع " .
وقيل معنى : { من المحسنين } : إن نبأتنا بتأويل رؤيانا {[34363]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.