تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجۡنَ فَتَيَانِۖ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَعۡصِرُ خَمۡرٗاۖ وَقَالَ ٱلۡأٓخَرُ إِنِّيٓ أَرَىٰنِيٓ أَحۡمِلُ فَوۡقَ رَأۡسِي خُبۡزٗا تَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِنۡهُۖ نَبِّئۡنَا بِتَأۡوِيلِهِۦٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (36)

{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 36 قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ 37 وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ 38 }

المفردات :

أعصر خمرا : أي : أعصر عنبا يئول إلى خمر وأسقي منه الملك .

نبئنا بتأويله : أخبرنا : بمآل ما رأيناه في المنام ، أي : فسر لنا الرؤيا .

التفسير :

36 { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } .

أي : دخل في الوقت الذي دخل فيه يوسف السجن ؛ فتيان خادمان للملك ، كان أحدهما : خباز الملك ، والثاني : ساقيه ، واتّهما بدس السّم للملك في الطعام والشراب ؛ فأدخلا السجن .

وعرف عن يوسف الإحسان ، وزيارة المريض ، وعزاء المحزون ، ومعاونة المحتاج ، كما عرف عنه علمه بتفسير الأحلام وتعبير الرؤيا ؛ فكان يوسف صديق الجميع ؛ لحسن سيرته ، وكريم خصاله .

ولما جاء إليه الغلامان طلبا منه تفسير رؤياهما ، قال أحدهما وهو الساقي : لقد رأيت في منامي أني قطفت ثلاث عناقيد من العنب ، ثم عصرتها في كأس الملك ؛ فصارت خمرا يشرب منها الملك ، وقال خباز الملك : إني رأيت في منامي أني أحمل فوق رأسي خبزا ؛ وجاءت الطيور الجارحة والنسور ، فكانت تأكل من هذا الخبز . أخبرنا يا يوسف ، عن تفسير هذه الرؤيا ومدلولها ؛ إنا نراك من المحسنين الذين يجيدون تفسير الأحلام وتأويل الرؤيا ، ومن المحسنين في سلوكهم ؛ وكريم خصالهم .